طال حصار الفاتحين الأوائل للقدس، وقطعوا على الروم كافة سبل النجاة، وضيقوا عليهم، ولكن الروم لم يستسلموا، فضُيق عليهم أكثر حتى بعث أسقفهم (صفرونيوس) للمسلمين يسأل: لم يريدوا فتح القدس؟ فأجابوه بأنها بلاد الأنبياء ومسرى الرسول ﷺ، وأنهم لن يتركوها أبداً إلى أن يملكهم الله إياها كما ملكهم غيرها، فسألهم عن مطلبهم؟ فأجابوا: إحدى ثلاث: (إما الإسلام، أو الجزية والصلح، أو القتال)، فرضي الأسقف بالصلح، ولكنه قال لهم بأن لا يدخلها إلا عمر،فكتب كتابا إلى عمر، فاستشار عمر صحابة رسول الله في ذلك: فأشار عثمان بن عفان بألاَّ يركب إليهم؛ ليكون أحقر لهم، وأرغم لأنوفهم. وأشار علي بن أبي طالب بالمسير إليهم؛ ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم. فهوي ما قال عليٌّ، وسار بالجيوش نحوهم، واستخلف على المدينة عليَّ بن أبي طالب وفي رواية أخرى استخلف عثمان بن عفان، وخرج إلى الشام ووصل للقدس وتسلم مفاتيحها سلماً، وأمن النصارى على أنفسهم ومالهم وكنائسهم، وأن لا يسكنهم أحد من اليهود وفق نص العهدة العمرية التي نقلها لنا الطبري في كتابه وكانت القدس المدينة الوحيدة بين كل المدن المفتوحة التي يتقدم خليفة المسلمين عمر بن الخطاب لتسلم مفاتيحها بنفسه. المصادر: 1. الفتح القسي في الفتح القدسي، لـ عماد الدين الكاتب الأصفهاني. 2. المفصل في تاريخ القدس، لـ عارف العارف. 3. سيرة مدينة القدس، لـ خالد محمد غازي. 4. أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، لـ عبد الله معروف عمر. 5.المسجد الأقصى المبارك، لـ محمد غوشة.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *