في الوقت الذي كانت فيه الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك لويس التاسع تتقدم نحو مصر عام 1249م، كان السلطان الأيوبي الصالح أيوب يصُدُّ الغزو، بينما كان ابنه توران شاه يرابط في حصن كيفا قرب ديار بكر.
وبعد وفاة الصالح أيوب، أخفت زوجته شجر الدر الخبر حفاظا على استقرار البلاد، وسارعت إلى استدعاء توران شاه لتولي الحكم وقيادة الجيش المصري.
وبالفعل، حضر توران شاه إلى مصر وقاد القوات الأيوبية، التي كان عمادها مماليك البحرية، وحقق نصرا ساحقا على الصليبيين في معركة فارسكور، حيث أُسِر الملك لويس التاسع وقتل الآلاف من جيشه.
لكن توران شاه، بدل أن يشكر من مهد له طريق النصر، تكبّر على الجميع، وأنكر دور شجر الدر والمماليك، وبدأ بتهميش مماليك البحرية لصالح مماليكه القادمين من حصن كيفا.
وبلغ به الغرور حد اتهام شجر الدر بسرقة أموال والده، وهددها، ما دفعها لطلب النجدة من المماليك، فغضب القادة المماليك وعلى رأسهم فارس الدين أقطاي، والظاهر بيبرس، وقلاوون، وقرروا التخلص منه.
وفي 2 مايو 1250م، أثناء استعداده لاستلام دمياط، هاجمه الظاهر بيبرس مع عدد من المماليك، فهرب توران شاه إلى برج خشبي، فأحرقوه عليه، فاضطر للهرب إلى النيل، وهناك رموه بالسهام حتى قُتل.
ومات توران شاه وهو لم يتجاوز الثلاثين، وانتهت بموته الدولة الأيوبية في مصر، لتبدأ بعدها دولة المماليك التي ستحمل راية الجهاد ضد المغول والصليبيين، وتملأ الأرض عدلًا بعد أن تخلصت من غرور آخر سلاطين بني أيوب.
المصادر:
1.كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لـ ابن تغري
2.كتاب المقفى الكبير، لـ المقريزي
3.كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، لـ إبن واصل
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *