رُوي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد درعًا له عزيزة عليه، ثم رآها تُباع في سوق الكوفة مع رجل نصراني، فعرفها وقال: “هذه درعي، سقطت عن جملي في ليلة كذا ومكان كذا”. لكن النصراني أنكر وقال: “هي درعي”، وطلب الاحتكام إلى قاضي المسلمين. فقال علي: “أنصفت”، وذهبا إلى القاضي شريح. استمع شريح إلى قول علي وقال: “لا شك في صدقك يا أمير المؤمنين، لكن لا بد من شاهدين”. فاستدعى علي ابنه الحسن، فقال شريح: “لا أقبل شهادة الابن لأبيه”. فقال علي: “رجل من أهل الجنة لا تُقبل شهادته؟”، لكن شريح أصر على قواعد القضاء. فقال علي: “إذاً، هي لك”.
فحكم القاضي للنصراني، فانبهر النصراني وقال: “أمير المؤمنين يقف أمام قاضيه، والقاضي يقضي عليه؟! والله إن هذا من أحكام الأنبياء!” ثم أعلن إسلامه وشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأعاد الدرع لعلي، فوهبها له، وأهداه فرسًا كريمًا.
قال الشعبي: “رأيته بعد ذلك يقاتل مع المسلمين”.
قصة تجلّت فيها عدالة الإسلام، وتواضع الإمام، وسمو القضاء، فكان أثرها هداية نفسٍ للحق.
المصادر:
السنن الكبرى للبيهقي.
حلية الأولياء للأصفهاني.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *