لمن لا يعرف في تاريخ الأندلس فهذه النقطة الجميلة في تاريخنا عاشت فترة عُرفت باسم حكم الولاة، كانت يومها تتبع للخليفة الأموي في دمشق فهو الذي يعين الولاة ويقيلهم .. ومن بين هؤلاء الولاة عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، الذي أرسله الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان ليصلح أحوال البلاد، ويوحد المسلمين قيسية ويمانية، عربا وبربرا بعدما تقاتلوا لسنين.
وكان الغافقي رجلا صالحا، عُرف عنه ورعه وإيمانه وكراهيته للعصبية، وبالفعل تمكن من ضبط الأمور ثانية في الأندلس وقضى على الفتن.. وبسبب عشقه للشهادة والجهاد، أعلن الغافقي الدعوة للجهاد في الأندلس وفي أفريقية أيضاً.. وربما كانت هذه غلطته الأولى فهو جمع جيشاً غير متجانس.. لا يجتمع قلبهم على حب الجهاد.. وإنما يتشوق كثيرون منهم لنيل المغانم من بلاد الفرنجة.
وبالفعل تجمع لدى الغافقي جيش قوي فاق تعداده الخمسين ألفاً.. وقال البعض أن العدد وصل لمئة ألف.
يقول المؤرخ البريطاني إدوارد جيبون: “امتد خط الظفر (للغافقي) مدى ألف ميل من صخرة طارق إلى ضفاف اللوار. …و بل ربما كانت أحكام القرآن تُدرس الآن في معاهد أكسفورد وربما كانت منابرها تؤيّد لمحمدٍ صدق الوحي والرسالة”.
ثم حدثت معركة بلاط الشهداء التي استشهد فيها الكثير من المسلمين، وأوقفت زحفهم نحو عمق أوروبا.
المصادر:
التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة . عبد الرحمن علي الحجي.
بلاط الشهداء بقيادة عبد الرحمن الغافقي لشوقي أبو خليل.
دولة الإسلام في الأندلس، لعنان، محمد عبد الله.
. نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أبو العباس المقري.
فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم.
البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب، لابن عذاري.
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط. للأمير شكيب أرسلان.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *