مشغل 1
مشغل 2
مشغل 3

الحلقة 13 | الشريف حسين | وعدوه بالخلافة ولكنهم نفوه حتى صار مثلا على لسان أحمد شوقي

في خضم الحرب العالمية الأولى (1914–1918)، كانت بريطانيا تبحث عن حليف داخل الدولة العثمانية، يُمكن الوثوق به لضرب العمق العثماني من الداخل، فوقع اختيارها على الشريف حسين، شريف مكة، نظراً لمكانته الدينية والعشائرية، ورغبتهم في استغلال طموحاته السياسية.

في 30 أغسطس 1915، أرسل المندوب السامي البريطاني في مصر، السير هنري مكماهون، رسالة إلى الشريف حسين، وعده فيها بدعم قيام مملكة عربية مستقلة تمتد من الحجاز إلى الشام والعراق، بل وادّعى أن بريطانيا تؤيد “عودة الخلافة إلى عربي من سلالة النبي”.

وقع الشريف في الفخ، وأعلن الثورة العربية ضد الدولة العثمانية في 10 يونيو 1916، وبدأ البريطانيون بإمداده بالمال والسلاح. فقط في السنة الأولى، زودوه بـ 71 ألف بندقية و40 مليون طلقة، وحتى لم ينسوا إرسال السجائر لولديه فيصل وعلي.

في هذا الوقت كانت القوات العثمانية تخوض حرباً شرسة ضد البريطانيين في الشام، بينما كان الشريف يقاتل من خلف، بالتعاون مع الضابط البريطاني “لورنس العرب”، حيث تقدم ابنه فيصل شمالاً، حتى سقطت دمشق في أكتوبر 1918، وسط أحلام كبيرة بقيام “المملكة العربية الكبرى”.

لكن ما لم يدركه الشريف، أو رفض أن يراه، أن البريطانيين والفرنسيين قد قسموا الشرق مسبقا في اتفاقية “سايكس بيكو” (1916)، كانت سوريا من نصيب فرنسا، فدخل الفرنسيون دمشق وطردوا فيصل منها عام 1920، وسط صدمة شديدة للعائلة الهاشمية.

وعندما الشريف طلب من بريطانيا مساعدته ضد تقدم عبد العزيز بن سعود، تجاهلته لندن، فخسر الحجاز ونُفي إلى قبرص، ثم نُقل في مرضه الأخير إلى عمّان، حيث توفي في 4 يونيو 1931، ودفن في القدس.

قصة الشريف حسين تُجسد لحظة حاسمة في التاريخ العربي الحديث؛ لحظة التقاء الحلم

بالواقع، والطموح بالغدر.

المصادر:

أحمد حسن الزيات، مجلة الرسالة، العدد 478، 31 أغسطس 1942.

أمين سعيد، الثورة العربية الكبرى.

نجيب العقيقي، المستشرقون.

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حلقات مشابهة

جميع البرامج