المعتصم بالله، الخليفة العباسي، اعتلى سدة الحكم سنة 218هـ/833م، وبدلاً من الموازنة بين العرب والفرس، استجلب العنصر التركي من أواسط آسيا، وربّاهم تربية عسكرية صارمة، وجعل منهم قادة جيشه وأعمدة سلطته.
بل أنه بنى لهم مدينة خاصة – سامراء – ليعزلهم عن العرب، ورفعهم فوق أبناء الأمة، وأقصى العرب من مناصب الدولة العليا، ليصبحوا مجرد رعايا بلا سلطة ولا نفوذ سياسي.
في بداية الأمر، أثبت الأتراك كفاءة عسكرية عالية، وكانوا سببا في انتصارات الدولة، لكن المعتصم فشل في استشراف العواقب السياسية لقراره، فقد خلق طبقة عسكرية مسيطرة، لا ولاء لها إلا لمن يضمن استمرار امتيازاتها، وليس للأمة أو لمبادئ الخلافة.
هذا الانحراف البنيوي كان نذير شؤم، فقد تحوّلت الدولة الإسلامية إلى أداة بيد العسكر الأتراك، وعندما حاول الخليفة المتوكل لاحقا تقليص نفوذهم، اغتالوه عام 247هـ/861م، لتبدأ مرحلة “الخلافة الصورية” التي استمرت قرونا.
المصادر والمراجع:
– الدولة العباسية.. للباحث: محمد الخضري بك
– المعتصم بالله الخليفة العباسي.. القائد المجاهد، للباحث: بهجة كامل عبد اللطيف
– صفحات من تاريخ العباسيين، للباحث: وفاء محمد علي.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *