في مايو 1211م، حشد السلطان الموحدي محمد الناصر جيشا ضخما نحو الأندلس استعدادا لمعركة حاسمة ضد ألفونسو الثامن ملك قشتالة.
رغم ضخامة الجيش، اتخذ الناصر قرارين قاتلين: أولا، أصر على حصار قلعة شلبطرة الحصينة في جبال سييرا مورينا، رغم استنزاف الجيش طيلة ثمانية أشهر من برد وجوع ومرض، وهو قرار عارضه حاجبه أبو سعيد بن جامع لكنه أصر عليها، ثانيا، بعد سقوط القلعة رباح الاندلسية الحصينة، غضب الناصر من لسقوطها، وأمر بقتل قائد الدفاع ابن قادس، ما أثار سخط القادة الأندلسيين وأدى إلى عدم مشاركتهم بالمعركة.
خلال الحصار، استغل ألفونسو الموقف واستنجد بملوك أوروبا والبابا أنوسان الثالث، الذي دعا لتنظيم حملة صليبية ضد الموحدين، فتوافد آلاف الفرسان والمقاتلين نصرة لقشتالة.
في 16 يوليو 1212، دارت معركة العقاب الحاسمة، حيث اخترق جيش ألفونسو صفوف الموحدين ووصل إلى خيمة الناصر، حاول الناصر حث جنوده على الثبات، لكنه فقد السيطرة وفر إلى المغرب، ونتيجة لهذه الهزيمة، توفي في 1213 م حزينا وندما على قراراته التي أودت بانكسار جيشه.
المصادر:
كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة، لـ لسان الدين بن الخطيب.
تاريخ ابن خلدون، لـ عبد الرحمٰن بن خلدون.
كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس، لـ المقري التلمساني.
كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، لـ أحمد بن خالد الناصري.
دولة الإسلام في الأندلس، لـ محمد عبد الله عنان.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *