في أواخر القرن السابع عشر، سعى بطرس الأكبر لإخراج روسيا من عزلتها وتحقيق الهيمنة البحرية، فانتزع ميناء آزوف العثماني عام 1700، ثم هزم السويد في معركة بولتافا عام 1709، ليحكم بحر البلطيق. غرور بطرس دفعه لتهديد الدولة العثمانية والمطالبة بتسليم عدوه السويدي اللاجئ إليها.
فقرر السلطان أحمد الثالث الرد، وأرسل جيشا ضخما بقيادة الصدر الأعظم بلطه جي باشا عام 1711، فحاصر الجيش الروسي عند نهر بروت.
وبينما كانت نهاية الروس وشيكة، تدخلت كاترينا، عشيقة بطرس، ونجحت عبر الرشوة أو الإغواء بإقناع بلطه جي بوقف القتال.
ورغم اعتراض خان القرم والملك السويدي، أصر بلطه جي على توقيع معاهدة بروت، التي سمحت بانسحاب الروس مقابل استعادة قلعة آزوف. لم ينسَ الروس هذه النجاة، فطوروا قوتهم لاحقاً. أما بلطه جي باشا، فدفع ثمن خيانته، إذ عُزل بعد ثلاثة أشهر واختفى من المشهد.
لو استغل العثمانيون الفرصة، لتغير وجه التاريخ وربما لم تقم لروسيا قائمة.
المصادر:
تاريخ الدولة العلية، للمؤرخ: محمد فريد بك.
تاريخ الدولة العثمانية، للمؤرخ: يلماز أوزتونا.
كتاب الدولة العثمانية المجهولة، تأليف: أحمد آق كوندز وسعيد أوزتوك
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *