جاء القرن السادس عشر الميلادي/العاشر الهجري، ليفتح القدرُ صفحة جديدة من تاريخ الإسلام في الهند، بتأسيس واحدة من أعظم دولهم وإمبراطورياتهم على يد الفاتح حفيد الأباطرة العظماء ظهير الدين محمد بابُر، مؤسس دولة المغول في الهند التي استمرت حتى عام 1857، حين قضى الإنجليز عليها بمدافعهم، وسحقوا ثورتها ببنادقهم، وتحول المسلمون تحت احتلالهم من حكام إلى أقلية تابعة تخشى من التهميش الديني والسياسي حتى يومنا هذا. فمن ظهير الدين بابُر؟ وكيف استطاع بسط سلطانه من وسط آسيا نحو السيطرة على أفغانستان والهند؟
في 16 محرم 888هـ/14 فبراير 1483م، وُلد “ظهير الدين محمد بابر” في مدينة “فرغانة” (في أوزباكستان اليوم)، وبابُر في الهندية تعني “النمر”، وكان والده “عمر شيخ ميرزا”، حفيد “تيمورلنك”، يحكم هذه الرقعة بجانب إخوته وأقربائه من بقايا الإمبراطورية المغولية الثانية التي أنشأها “تيمورلنك” واتخذت من “سمرقند” عاصمة لها على مدار عقود. أما والدته “قُتلُق نكار خانيم” فكانت هي الأخرى من أرومة عريقة؛ فهي ابنة “يونس خان” حاكم مغوليستان، ومن سلالة “جنكيز خان”، ومن ثَم جمع “ظهير الدين” في نسبه بين قائدين من أعظم من عرفتهم آسيا آنذاك.
تاريخنا.. مشروع تاريخي متخصص .. نستنطق فيه التاريخ من أبعد نقطة في الماضي إلى أبعد نقطة في المستقبل، بهدف خلق حالة وعي جمعي.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *