بعد انتصار المسلمين في غزوة حنين، وزّع النبي ﷺ الغنائم الكثيرة على حديثي العهد بالإسلام من قبائل مكة وغيرها، تأليفًا لقلوبهم، ولم يعطِ الأنصار شيئا، رغم أنهم قاتلوا معه بصدق وشجاعة.
فوجد بعض الأنصار في أنفسهم شيئا، وقالوا: “يعطي أقوامًا سيوفنا تقطر من دمائهم، ويتركنا؟”، فنقل سعد بن عبادة هذا للنبي ﷺ، فطلب منه جمع الأنصار دون غيرهم، ثم أتاهم وخطبهم قائلاً: “ألم أجدكم ضُلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، ومتفرقين فجمعكم الله بي؟” فقالوا: “الله ورسوله أمن وأفضل”.
ثم قال ﷺ: “لو شئتم لقلتم وصدقتم: أتيتنا طريدا فآويناك، ومخذولًا فنصرناك…”، ثم بيّن ﷺ أنه أعطى الغنائم لقوم يتألفهم على الإسلام، ووثق بإيمان الأنصار. ثم قال: “ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير، وترجعون أنتم برسول الله؟”.
فبكوا وقالوا: “رضينا برسول الله قسمًا وحظًا”. وختم بقوله: “اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار”. فكان ذلك درسًا في الإخلاص، فاز فيه الأنصار برسول الله، لا بالغنائم، وعادوا به إلى المدينة حتى توفاه الله بينهم.
المصادر:
صحيح البخاري .
صحيح مسلم .
السيرة الحلبية.
سيرة ابن هشام.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *