السلطانة صفية.. أفعى الحرملك
18 قتيلاً في ليلة واحدة بسبب الصراع على قلب سيدة الحرملك.
الصراع على منصب سيدة الحرملك لم يكن صراعاً نسائياً فقط، بل كان سياسياً أيضاً، قادته السلطانة صفية التي تعرف بأفعى الحرملك، تعرف عليها.
في ليلة 19 كانون الثاني/ يناير عام 1595م، وفي الوقت الذي كان فيه السلطان العثماني مراد الثالث، يلفظ أنفاسه الأخيرة، تسلل 18 قاتلا مأجورا إلى غرف أبناء السلطان الذكور الـ 18، وقتلوهم خنقاً أميراً أميراً..!!
نفس في الوقت كانت زوجة السلطان (صفية سلطان) تحتسي قهوتها بهدوء، ووجهها متخشب القسمات، ثم دخل عليها كبير الخصيان (غضنفر أغا)، وأخبرها بإتمام العملية، فابتسمت كشيطان، ثم أمرته بوضعهم جميعاً في نعوش، ليدفنوا غداً صباحاً مع أبيهم السلطان.
تختلف المصادر حول أصل (صفية سلطان)، فهناك من يقول إن أصلها إيطالي، وهناك من يقول إن أصلها ألباني، أياً كان أصلها، فإن (صفية سلطان) دخلت الحرملك السلطاني كجارية، فأعجب بها الأمير مراد، ووقع في حبها ثم تزوجها عام 1563م.
بعد جلوس زوجها السلطان مراد الثالث على عرش السلطنة، اشتعلت داخل الحرملك السلطاني حرب بين (نوربانو سلطان) والدة السلطان، و(صفية سلطان) على منصب سيّدة الحرملك.
وفي 7 ديسمبر عام 1583م وجدت (نوربانو سلطان) ميتة، وقيل إنها ماتت مسمومة.
على أيّة حال بموت (نوربانو سلطان) خلا الجو تماما لـ (صفية سلطان) لتصبح الناهية الأمرة في بلاط زوجها السلطان مراد الثالث ضعيف الشخصية.
بعد وفاة زوجها مراد الثالث عام 1595 أجلست (صفية سلطان) ابنها محمد الثالث على عرش السلطنة، وأعدمت كافة أبناء مراد الثالث الامراء الــ 18، في ليلة واحدة كما ذكرنا في البداية.
وحتى يبقى ولدها محمد الثالث سلطاناً، ابتدعت فكرة عرفت باسم (أقفاص الأمراء)، حيث كان يتم حبس الأمراء الذكور داخل أجنحة معزولة في الحرملك، ولا يخرجوا إلا مجانيين أو على النعوش.
استمرت صفية سلطان في غيها حتى وفاة ابنها محمد الثالث عام 1603م، وجلوس حفيدها السلطان أحمد الأول على عرش السلطنة، فنقل جدته صفية سلطان إلى الحرملك القديم، وهناك ماتت منسية عام 1619م، لتدفن في مقبرة مراد الثالث بمسجد آيا صوفيا بإسطنبول.
ما رأيك في تدخّل النساء في مقاليد الحكم ؟
المصادر:
تاريخ الدولة العلية، لـ محمد فريد بك.
تاريخ الدولة العثمانية، لـ يلماز أوزتونا.
الدولة العثمانية المجهولة لـ أحمد آق كوندز وسعيد أوزتوك.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *