يطلق مصطلح آل البيت في اللغة على أهل الرجل وأتباعه وأوليائه، والدليل قول الله تعالى ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾. وأهل بيت النبي لهم مكانة خاصة لدينا نحن المسلمين، فمحبتهم واجبة.
من هم آل البيت؟
هناك اختلاف في تحديد آل البيت بين العلماء على النحو التالي:
يرى سعيد بن جبير وابن عباس وابن السائب، أن المقصود بآل البيت نساء النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم في بيته.
وروي عن عائشة وأم سلمة وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري، أن المقصود بأهل البيت رسول الله وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
أما الضحاك فقال آل البيت هم أهل النبي وأزواجه.
وقال الإمام الرازي الأولى أن يقال أزواج النبي وأولاده والحسن والحسين، وعلي لأنه تزوج من فاطمة رضي الله عنها.
ويشمل مصطلح آل البيت عند الشافعي أقارب الرسول المؤمنين من بني هاشم وبني المطلب. والدليل هو تحريم الصدقة عليهم ودخولهم في خمس الرسول صلى الله عليه وسلم. قال النبي “إنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْنَا الصَّدَقَةَ، وَعَوَّضَنَا مِنْهَا الْخُمْسَ”. وقال تعالى ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى﴾. فلما فرض الله على النبي أن يعطي ذوي القربى، وأعلمه أن لله خمسه وللرسول ولذي القربى، أعطى صلى الله عليه سلم، سهم لبني هاشم وبني عبد المطلب.
ويقول البيهقي، أن كلمة “آل البيت” تشمل كل من حُرِّم عليه الصدقة من أهل النبي.
وإذا جمعنا بين آراء الفقهاء والأحاديث النبوية، سنجد أن المقصود بأهل بيت النبي هم زوجاته، وبنائه، وعلي والحسن والحسين، ومن أسلم من بني هاشم وبني عبد المطلب.
هل حب آل البيت فرض؟
يرى أهل السنة والجماعة أن محبة أهل البيت واجبة، والصلاة عليهم مفروضة. يجب على كل مسلم أن يصلي عليهم مثلما ورد في الصلاة الإبراهيمية “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد”.
أمر الله سبحانه وتعالى عباده المسلمين بمحبة آل بيت الرسول في سورة الشورى قال تعالى ﴿ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾.
حقوق آل البيت
يجب على كل مسلم ومسلمة محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فمحبتهم موصولة بمحبته. كما يجب نصرتهم وموالاتهم والاقتداء بهم.
يجب أيضًا علينا نحن المسلمين الصلاة على آل بيت النبي بعد الصلاة عليه، مثلما جاء في الصلاة الإبراهيمية، التي نقولها في التشهد خلال الصلاة.
لأهل البيت حق في بيت مال المسلمين، لأنهم لا يأخذون الصدقة أو الزكاة، فقد فرض الله لهم خمس الفيء والغنيمة.
هل تحرم الزكاة على آل البيت؟
اتفق العلماء على عدم جواز إعطاء الزكاة والصدقة لأهل البيت، لوجود أدلة نقلية من حديث وقرآن، تؤكد على ذلك. قال صلى الله عليه وسلم، (إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ). لكن أجاز المالكية أخذهم لصدقة التطوع مع الكراهة.
أما بالنسبة للكفارات والأوقاف والنذور، فاختلف العلماء فيها، قال الحنفية والمالكية والشافعية عدم جواز آخذ آل البيت لها، لكن خالفهم الحنابلة.
حكم الغلو في آل البيت
إذا كان حب أهل بيت الرسول واجبًا وفرضًا على المسلمين، فالغلو فيهم لا يجوز ومنهي عنه. فمن المغالاة أن نقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون الغيب، وأنه يجب علينا طاعتهم. ومن البدع أيضًا انحصار أمر الولاية فيهم.
هل آل البيت معصومين؟
هناك من يعتقد بأن علي بن أبي طالب والحسن والحسين أئمة معصومين كالنبي. ويدعون أنهم معصومون من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، عمدًا وسهوًا، من لحظة ولادتهم إلى مماتهم. وغالى البعض أكثر وقال أنهم معصومين من الخطأ والسهو والنسيان.
والرأي الصائب الذي عليه أئمة أهل السنة والجماعة، أن آل البيت ليسوا معصومين، بل هم بشر عاديون يخطئون وينسون، ولا يتنافى هذا مع وجوب محبتنا لهم وفرض صلاتنا عليهم.
وكان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لا يرى أنه معصوم، ويقبل مراجعة الصحابة له ويعود عن رأيه إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك، وكتب السيرة مليئة بالمواقف الدالة على ذلك. كما أن الصحابة أنفسهم لم يعتقدوا بعصمة علي رضي الله عنه.
والحسن نفسه عندما تولى الخلافة، خالف رأي أبيه وتراجع عن قتال أهل الشام، وعقد الصلح مع معاوية. ثم خالف الحسين الحسن وقاتل الأمويين. فإذا كان أحدهما على حق، فالآخر قد أخطأ، وهذا أكبر دليل على عدم عصمتهم.
زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
خديجة بنت خويلد: أول زوجة للنبي وأم أبنائه، لم يتزوج عليها في حياتها، وماتت قبل الهجرة، وظل وفيًا لها طوال حياته.
سودة بنت زمعة: تزوجها رسول الله بعد وفاة خديجة لترعى أولاده.
عائشة بنت أبي بكر: ابنة أبي بكر الصديق وأول الخلفاء الراشدين، وأحب زوجات النبي إليه وأصغرهنَّ.
حفصة بنت عمر: رابع زوجات النبي، كانت تحبه وتغار عليه من بقية نسائه.
زينب بنت خزيمة: كنيت بأم المساكين، لكثرة تصدقها على الفقراء، وماتت في حياة النبي بعد زواجها منه تقريبًا بثلاثة أشهر.
أم سلمة: تزوجت النبي بعد استشهاد زوجها، واشتهرت بعقلها الراجح ورأيها الصائب.
زينب بنت جحش: تزوجها النبي بأمر إلهي، بعد أن طلقها ابنه بالتبني زيد بن حارثة.
جويرية بنت الحارث: تزوجها النبي بعد غزوة بني المصطلق، وأعتق قومها كرامة لها.
صفية بن حيي: ابنة حيي بن أخطب سيد يهود بني النضير، تزوجها النبي بعد غزوة خيبر.
أم حبيبة: ابنة أبي سفيان بن حرب، تزوج بها النبي وهي في الحبشة بعد ارتداد زوجها عن الإسلام ووفاته.
ميمونة بنت الحارث: آخر زوجات النبي، تزوجت مرتين قبله، في الأولى تطلقت، والثانية مات زوجها.
فاطمة الزهراء وزوجها وأولادها
فاطمة هي أصغر بنات النبي تزوجت من علي بن أبي طالب، لذلك يعتبر من آل البيت. وأنجبت منه الحسن والحسين والمحسن وزينب وأم كلثوم. ومنها استمر نسل النبي صلى الله عليه وسلم.
الحسن: لما قُتِل أبوه علي بن أبي طالب، بايعه الناس بالخلافة، في شهر رمضان سنة 40 هـ. لكن علي لم يستخلف أحدًا بعده رغم أن الناس طلبوا ذلك، وقال لهم ” لا، ولكني أترككم إلى ما ترككم عليه رسول الله”، يقصد دون استخلاف.
كانت خلافة الحسن رضي الله عنه تقريبًا 6 شهور وهي المكملة لفترة الخلافة الراشدة لتكون بذلك 30 عامًا. ثم تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان.
الحسين: بعد وفاة الحسن، اجتمع أنصاره في الكوفة خلف الحسين رضي الله عنه، لكنه ظل محافظًا على اتفاق الصلح بين معاوية وأخيه. لكن معاوية خالف شروط الصلح وعهد بالخلافة لابنه يزيد قبل وفاته، فخرج عليه الحسين وذهب إلى الكوفة، وهناك استشهد في 10 محرم سنة 61 من الهجرة.
المصادر:
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
البلاذري: أنساب الأشراف.
ابن كثير: البداية والنهاية.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
موقع الإسلام سؤال وجواب: من هم آل البيت؟
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *