الصحابي الجليل أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه، أحد قراء القرآن ورواة الحديث، وكان فقيهًا وقاضيًا. أسلم يوم غزوة بدر وشهد غزوة أحد ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد فتوحات الشام انتقل إليها ليعلم الناس أمور دينهم ويفقههم، ثم تولى قضاء دمشق، ومكث فيها حتى توفي خلال خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

 

نسب أبو أيوب الأنصاري

اسمه: عُوَيمر بن زَيد بن قيس بن عائشة بن أُميَّة بن مالك بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.  وقيل أن اسمه “عويمر بن عامر”، وقيل “عويمر بن ثعلبة”، وقيل “عامر بن مالك”. ولكن أجمع العلماء على أنه من بني كعب بن الخزرج، من الأنصار.

كنيته: أبو الدردار.

لقبه: حكيم الأمة.

أمه:  مَحَبَّةُ بنت واقد بن عمرو بن الإطْنَابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب.

زوجاته: خيرة بن أبي حدرد الأسلمي، هجيمة أم الدرداء.

ابنه: بلال بن أبي الدرداء.

أخوه لأمه: عبد الله بن رواحة.

 

حياته في الإسلام والجاهلية

كان أبو الدرداء يعبد صنمًا، فدخل عليه محمد بن مسلمة وأخوه لأمه عبد الله بن رواحة وهدموا الصنم. فقال أبو الدرداء “ويحك! هلا امتنعت! ألا دفعت عن نفسك؟!”، فقالت زوجته أم الدرداء “لو كان ينفع أو يدفع عن أحد، دفع عن نفسه، ونفعها”. ثم ذهب إلى رسول الله وأعلن إسلامه يوم بدر، فكان آخر من أسلم من أهله.

وآخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين الصحابي الجليل سلمان الفارسي. وشهد كل المشاهد مع رسول الله ودافع عنه، فقال “نعم الفارس عويمر”.

كان أبو الدرداء يعمل بالتجارة قبل إسلامه، وبعد أن أسلم أصبح كثير الصيام والقيام فترك التجارة وتفرغ للعبادة. فذهب إليه سلمان لزيارته، فرحب به، وقرب إليه طعامًا. فقال له سلمان: “كل”. قال: “إني صائم”. قال سلمان: “أقسمت عليك لتفطرن”. فأكل معه، ثم بات عنده. فلما كان من الليل، أراد أبو الدرداء أن يقوم، فمنعه سلمان، وقال: “إن لجسدك عليك حقًا، ولربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا؛ صم وأفطر، وصل وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه”. وفي الصباح توضآ وصلا، ثم أخبر أبو الدرداء النبي بما فعله سلمان معه، فقال له “يا أبا الدرداء، إن لجسدك عليك حقًا، مثل ما قال لك سلمان”.

 

مكانته وفضله

في خلافة عمر بن الخطاب ذهب أبو الدرداء إلى الشام ليفقه الناس في أمور دينهم. ثم ولاه معاوية بن بي سفيان قضاء دمشق في خلافة عثمان بن عفان.

كان أبو الدرداء من حفظة القرآن، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “مات النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد”. وكان لأبي الدرداء حلقة إقراء بها 1000 رجل، حتى صار سيد القراء في الشام.

كما كان رضي الله عنه من رواة الحديث عن رسول الله، وله في البخاري 3 أحاديث، ومسلم 8 أحاديث، وفي 179 حديث في مسند بقي بن مخلد.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول عن أبي الدرداء “هو حكيم أمتي”. وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يقولون “أرحمنا بنا أبو بكر، وأنطقنا بالحق عمر، وأميننا أبو عبيدة، وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ، وأقرؤنا أبي، ورجل عنده علم ابن مسعود، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل”.

كما قال أبو ذر رضي الله عنه، لأبي الدرداء “ما حملت ورقاء، ولا أظلت خضراء، أعلم منك يا أبا الدرداء”.

وكان عمر بن الخطاب يقدره، وقد فرض له 400 درهم بالشهر مثل البدريين.

وقد ورد أيضًا أنه سعى للصلح بين علي ومعاوية، فذهب يومًا ومعه أمامة الباهلي إلى معاوية فقالا له “علام تقاتل هذا الرجل، فوالله لهو أقدم منك سلما، وأحق بهذا الأمر منك، وأقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، فعلام تقاتله؟”. فقال “أقاتله على دم عثمان، وأنه آوى قتلته، فقولوا له فليقدنا من قتلته، فأنا أول من بايعه من أهل الشام”.

 

وفاة أبو الدرداء الأنصاري

اختلف العلماء في العام الذي توفي فيه أبي الدرداء، قيل أنه توفي بدمشق سنة 31 هـ، وقيل سنة 32هـ، وقيل سنة 33هـ. وقيل توفي بعد معركة صفين بين علي ومعاوية سنة 38 من الهجرة أو 39 من الهجرة.

 

 

المصادر:

ابن سعد: الطبقات الكبرى.

ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.

الذهبي: سير أعلام النبلاء.

ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة.

ابن عساكر: تاريخ دمشق.

 

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات