الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، من أشهر رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان عالمًا ومجاهدًا ومفتيًا لمدينة رسول الله. وكان صبورًا وشجاعًا لا يخشى في الله لومة لائم. لم يكن رضي الله عنه، يخضب قط، فقد كانت لحيته بيضاء، وكان ضخمًا عريض المنكبين.
ولد أبو سعيد الخدري قبل هجرة النبي إلى يثرب بعشر سنوات. وفي سنة 3 من الهجرة، تقدم للمشاركة في غزوة أحد، لكن النبي رده لصغر سنه. لكنه شارك بعد ذلك في غزوة الخندق وغزوة بني المصطلق، وشهد بيعة الرضوان. وتوفي رضي الله عنه عام 74هـ، وعمره 84 سنة، ودفن في البقيع.
نسبه
اسمه: سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.
كنيته: أبو سعيد.
أبوه: مالك بن سنان من صحابة رسول الله، وقد استشهد في غزوة أحد.
أمه: أنيسة بنت أبي حارثة من بنى عدى بن النجار.
أخوه لأمه: قتادة بن النعمان، واستشهد أيضًا في غزوة بدر.
زوجته: زينب بنت كعب بن عجرة.
ابنه: عبد الرحمن، عبد الله، حمزة، سعيد.
روايته للحديث
كان أبو سعيد الخدري من أكثر الصحابة الكرام رواية للحديث عن رسول الله. لذلك أقبل عليه الناس لينقلوا عنه، لعلمهم بقربه من النبي واهتمامه الكبير بأقواله وأفعاله الشريفة. لم تقتصر روايته للحديث عن النبي فقط، بل روى أيضًا عن عددًا من الصحابة مثل، أبو بكر بن الصديق، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وأبو موسى الأشعري، ومعاوية بن أبي سفيان، وجابر بن عبد الله، وزيد بن ثابت، وغيرهم.
وروى عنه عدد كبير من الصحابة والتابعين مثل:
عبد الله بن عمر.
جابر بن عبد الله.
عطاء بن يسار.
سعيد بن جبير.
عبد الله بن عباس.
وقد روى عنه بقي بن مخلد في مسنده 1170 حديث. واتفق البخاري ومسلم على 43 حديثًا، وانفرد البخاري بـ 16 حديثًا، وانفرد مسلم بـ 52 حديثَا. كما روى عنه الجماعة.
ومن أحاديث أبي سعيد التي رواها عن النبي، أنه قال: أتى علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن أناس من ضعفة المسلمين ما أظن رسول الله يعرف أحدًا منهم، وإن بعضهم ليتوارى من بعض من العري. فقال رسول الله بيده، فأدارها شبه الحلقة، قال: فاستدارت له الحلقة، فقال: بما كنتم تراجعون؟ قالوا: هذا رجل يقرأ لنا القرآن، ويدعو لنا، قال: فعودوا لما كنتم فيه. ثم قال: الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم. ثم قال: ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة عام، هؤلاء في الجنة يتنعمون، وهؤلاء يحاسبون.
يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه (أنَّ أُنَاسًا مِنَ الأنْصَارِ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أحَدٌ منهمْ إلَّا أعْطَاهُ حتَّى نَفِدَ ما عِنْدَهُ، فَقالَ لهمْ حِينَ نَفِدَ كُلُّ شيءٍ أنْفَقَ بيَدَيْهِ: ما يَكُنْ عِندِي مِن خَيْرٍ لا أدَّخِرْهُ عَنْكُمْ، وإنَّه مَن يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، ولَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).
وفاة أبي سعيد الخدري
مات رضي الله عنه، يوم الجمعة في المدينة المنورة، ودفنه ابنه عبد الرحمن بأقصى البقيع حسب وصيته. واختلف العلماء في تاريخ وفاته، فقال الواقدي أنه مات سنة 74 ن الهجرة. لكن هناك من قال أنه مات سنة 63 أو 64 أو 65 من الهجرة.
المصادر:
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
إسلام ويب: أبو سعيد الخدري.
قصة الإسلام: أبو سعيد الخدري.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق