أبو طالب بن عبد المطلب، هو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيد من سادات قريش وأشرافها. كان يحب النبي ويعطف عليه، فرباه مع أولاده، وظل يحميه حتى بعد البعثة النبوية. ورغم إنه وقف في وجه قريش، لكنه لم يسلم ومات كافرًا، فحزن رسول الله حزنًا شديدًا عليه.

 

نسب أبو طالب بن عبد المطلب

اسمه: أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.

اسم أبو طالب الحقيقي: اختلف المؤرخون في اسمه على أقوال. قيل اسمه عبد مناف، وقيل أن أبا طالب اسمه وكنيته معًا، وقال بن عساكر أن اسمه شيبة.

أمه: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.

زوجته: فاطمة بنت أسد، وكانت ابنة عمه.

أبناؤه: طالب، عقيل، علي، جعفر، أم هانئ، وجمانة.

 

كفالته للنبي

ولد أبو طالب في مكة المكرمة قبل ولادة النبي بخمسة وثلاثين عامًا. تزوج من ابنة عمه فاطمة بنت أسد، وأنجب منها: طالب، عقيل، علي، جعفر، أم هانئ، وجمانة. تكفل بتربية النبي ورعايته بعد وفاة جده عبد المطلب، وكان النبي عمره 8 سنوات. وكان عبد المطلب قد اختار قبل وفاته ابنه أبي طالب لرعاية حفيده، لأنه يعلم رحمته وعطفه وحنانه. وقيل اقترع عبد المطلب، وكانت القرعة من نصيب أبي طالب.

كان أبو طالب يحب النبي حبًا لا يحبه لأحدٍ من أولاده، ويخصه بالطعام والشراب، ولا ينام إلا جنبه. وعندما كان النبي في عمر الثانية عشرة أخذه معه في تجارة إلى الشام ونزلوا في بصرى. وهناك رآه راهبًا نصرانيًا يقال له “بحيرًا، تأمل النبي ثم التفت إلى أبي طالب فقال له: “ما هذا الغلام منك؟”، فقال “ابني”، فقال بحيرا “ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام حيًا”، فقال: “هو ابن أخي”. قال: “فما فعل أبوه؟”، قال: “مات وأمه حبلى به”. قال بحيرا “صدقت فارجع به إلى بلده واحذر عليه يهود فو الله لئن رأوه هنا ليبلغنّه شرًا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم”، فأسرع أبو طالب وعاد به إلى مكة.

وعندما تزوج النبي من السيدة خديجة، لعب أبو طالب دورًا بارزًا، فذهب وخطبها من عمها عمرو بن أسد، وقيل خطبها من ورقة بن نوفل.

 

حمايته للنبي

كان أبو طالب درعًا حاميًا للنبي، ووقف في وجه قريش. وكان أيضًا محاصرًا مع بني هاشم في الشعب، وعانى من الجوع والمرض مثلهم جميعًا. وبعد فك الحصار ذهب إليه وفد من قريش على رأسه: عتبه بن ربيعه وأخيه، وأبو سفيان بن حرب، وأبو جهل، والوليد بن المغيرة.

أرادت قريش أن يكف أبو طالب ابن أخيه عنهم وعن ألهتهم، فذكر ذلك للنبي، فرد على عمه قائلًا: “يَا عَمُّ، وَاَللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ، مَا تَرَكْتُهُ”. ثم بكى رسول الله، فقال له عمه “اذْهَبْ يَا بن أَخِي، فَقُلْ مَا أَحْبَبْت، فو الله لَا أُسْلِمُكَ لِشَيْءِ أَبَدًا”.

 

هل أسلم أبو طالب بن عبد المطلب؟

لم يسلم أبو طالب قبل موته ومات كافرًا، رغم حبه لرسول الله ودفاعه عنه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا عماه قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة”. فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت، لأقررت بها عينك، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك.

لم ينطق أبو طالب الشهادتين ومات على دين آبائه، وحزن رسول الله عليه. فأنزل الله قوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين). فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة: أن هذه الآية نزلت في أبي طالب، لما عرض عليه الرسول أن يقول “لا إله إلا الله” عند وفاته.

ومن شدة حزن النبي عليه، سمي عام وفاته بعام الحزن، وأيضًا لوفاة السيدة خديجة بنفس العام. وكانت وفاة أبي طالب عم الرسول في السنة العاشرة من البعثة، قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات.

 

هل يدخل أبو طالب الجنة؟

مات أبو طالب كافرًا ولم ينطق الشهادتين لذلك هو في النار ولن يدخل الجنة. فعن أبي سعيد، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول عن عمه “لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه”

وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه”.

إسلام زوجته

رغم عدم إسلام أبو طالب، لكن زوجته فاطمة بنت أسد، أسلمت بعد السيدة خديجة بنت خويلد، فكانت ثاني من أسلم من النساء. وهي التي تربى رسول الله في بيتها ونشأ بين يديها، فكان يحبها ويناديها أمي. وكانت أول هاشمية تتزوج من هاشمي وتلد له. كما هاجرت من مكة إلى المدينة، ثم توفيت رضي الله عنها، سنة 4 من الهجرة، ودفنت في البقيع.

 

أولاد أبو طالب عم الرسول وإسلامهم

كان لأبي طالب بن عبد المطلب أربعة ذكور ( علي، جعفر، عقيل، طالب )، و اثنين إناث ( جمانة، أم هانئ). أسلموا جميعًا وكانوا من الصحابة الكرام، لكن طالب لم يُسلِم.

فعلي بن أبي طالب، كان أول من أسلم من الصبيان، وعمره ما بين 8 إلى 9 سنوات. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء”. كما كان أول من صلى مع النبي والسيدة خديجة رضي الله عنها. وكانت له بطولة كبيرة خلال الهجرة النبوية عندما نام في فراش النبي. كما تزوج من فاطمة الزهراء وأنجب منها سبطي رسول الله، الحسن والحسين. وكان أيضًا رابع الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة.

وأما جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فأسلم أيضًا مبكرًا، وكان من السابقين إلى الإسلام. وروي أن أبا طالب عم النبي، وجده يصلي وعلي يصلي على يمينه، فقال لجعفر “صل عن يسار بن عمك، وصل جناحه”. وكان رضي الله عنه على رأس المهاجرين إلى الحبشة، ونجح في استمالة النجاشي بخطابه الشهير. وظل يجاهد في سبيل الله، حتى استشهد في غزوة مؤتة سنة 8 من الهجرة. ورغم أن يديه قُطِعت لكنه ظل يمسك السيف بعضديه، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. فعوضه الله بجناحين في الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم “رأيت جعفر يطير مع الملائكة”.

كما أسلم عقيل بن أبي طال عام الفتح، قيل بعد صلح الحديبية، فكان آخر إخوته إسلامًا. وقال عنه النبي “يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنِّي أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ حُبًّا لِقَرَابَتِكَ، وَحُبَّا لِمَا كُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ حُبِّ عَمِّي إِيَّاكَ”.

 

 

 

المصادر:

موقع إسلام ويب: أبو طالب مات كافرًا.

إسلام ويب: نبذة مختصرة عن الخلفاء الراشدين الأربعة.

موقع موضوع: أبو طالب عم الرسول.

ابن كثير : البداية والنهاية.

ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة.

أبو بكر البيهقي: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة.

ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق.

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات