الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة، وابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله، وخامس الخلفاء الراشدين. كان أشبه الناس بالنبي، وكان صلى الله عليه وسلم يحبه، فقال عنه “اللهم إني أحبه، فأحبه، وأحب  من يحبه”.

 

نسب الحسن بن علي

اسمه: الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

أبوه:  ابن عم النبي وأمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين سيدنا علي بن أبي طالب.

أمه: السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله. لذلك فالحسن سبط رسول الله، والسبط ولد الولد. وقيل معناه القطعة، فيكون قطعة من رسول الله.

جده: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كنيته: أبو محمد.

إخوته الأشقاء: الحسين، المحسن، زينب، أم كلثوم. ويقال كان له 20 أخًا ذكرًا من أبيه، و18 أختًا.

 

نسل الحسن بن علي

كانت ذرية الحسن بن علي كُثُر، فذكر الذهبي أن له 12 ابنًا ذكرًا، وقال الفخر الرازي كان له 13 ابنًا ذكرًا، و6 بنات.

أولاده الذكور:

الحسن بن الحسن، عبد الله بن الحسن، زيد بن الحسن، عمرو بن الحسن، الحسين بن الحسن، طلحة بن الحسن، القاسم بن الحسن ( قُتِل في كربلاء معه الحسين )، أبو بكر بن الحسن ( قُتِل في كربلاء)، محمد الأكبر، محمد الأصغر، جعفر، حمزة، عبد الرحمن، يعقوب، إسماعيل.

بناته:

فاطمة: أم محمد الباقر وزوجة علي بن الحسين.

أم الحسن.

أم الحسين.

رقية.

أم عبد الله.

أم سلمة.

 

 

زوجات الحسن بن علي بن أبي طالب

اختلف العلماء في عدد زوجاته، لكن ذكر الذهبي أنه كان “منكاحًا مطلاقًا”، أي كثير الزواج والطلاق، لدرجة أنه تزوج 70 امرأة، وطلق اثنين في يوم واحد. لكن قال البعض أن الروايات التي تحدثت عن عدد زوجاته سندها ضعيف. ومن زوجاته الذين ذُكِرت أسماؤهن:

خولة بنت منظور الفزارية: أم الحسن المثنى.

جعدة بنت الأشعث: يقول الشيعة أن هي من سممته، لكن أهل السنة والجماعة ينفون هذا الكلام.

أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.

أم بشير بنت أبي المسعود الأنصاري.

هند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.

أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب.

أم ولد بنت ثقيف.

عائشة الخثعمية.

أم ولد بن بني شيبان من آل همام بن مرة.

أم ولد من بني عمرو بن أهيم المنقري.

 

مولده ونشأته

اختلف العلماء في تاريخ ولادة سبط رسول الله الحسن بن علي رضي الله عنه، لكن الرأي الراجح أنه ولد في شهر مضان سنة 3 من الهجرة. لما ولد أذن النبي في أذنه، وحنكه بريقه، وسماه الحسن، وذبح عقيقة له. ثم خُتِن في اليوم السابع من مولده، وحلقت والدته السيدة فاطمة شعره وتصدقت بوزنه فضة على الفقراء.

كان النبي يحبه ويرعاه ويأخذه معه إلى المسجد، وكان يركب على  ظهره أثناء السجود. كان أيضًا يحمله على كتفه، فيقول الصحابة “نعم المركب ركبت يا غلام”، فيرد الحبيب صلى الله عليه وسلم “نعم الراكب هو”.

كما كان النبي يضعه في حجره ويرقيه، ويعلمه الصلاة والحلال والحرام، ويعلمه أيضًا الدعاء. فعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال علمني رسول الله كلمات أقولهن عند انقضاء الصلاة “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت”.

وعندما توفى النبي سنة 11 من الهجرة، كان عمره تقريبًا 8 سنوات. ثم توفت أمه فاطمة الزهراء بعد أبيها بشهر أو 3 أشهر.

 

حياته في عهد الخلفاء الراشدين

في عهد أبي بكر الصديق، كان الحسن ما زال طفلًا، لذلك لم يسجل له التاريخ أي دور في هذه الفترة. لكن في خلافة عمر بن الخطاب أصبح شابًا، وكان عمر يحبه ويعطيه هو وأخيه الحسين من الغنائم، وضمهم لفريضة أهل بدر، وكانت قيمتها 5 آلاف دينار.

في عهد عثمان بن عفان أصبح الحسن والحسين في العشرينات والتحقوا بالجهاد والفتوحات. وكانا ضمن جيش عبد الله بن أبي السرح الذي خرج لفتح إفريقية سنة 26 هـ. ثم شارك الحسن والحسين في فتح طبرستان سنة 30 هـ، تحت قيادة سعيد بن العاص.

وكان الحسن من المدافعين عن عثمان عندما حاصره الثوار سنة 35 هـ، وظل يدفعهم ويحارب بسيفين. ولما قُتِل عثمان حزن عليه حزنًا شديدًا. عن الحسن البصري قال “كان الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرد الناس عن الدار بسيفين يضرب بيديه جميعًا”.

وعندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة سكن معه بالكوفة، رغم عدم رغبته في أن يترك والده المدينة المنورة. وفي معركة الجمل وصفين، كان الحسن على ميمنة الجيش، رغم أنه كان لا يحب القتال، وكان ينصح والده أن يتركه.

 

هل تولى الحسن بن علي الخلافة؟

لما قُتِل علي بن أبي طالب، بايع الناس ابنه الحسن بالخلافة، في شهر رمضان سنة 40 هـ. لكن علي لم يستخلف أحدًا بعده رغم أن الناس طلبوا ذلك، وقال لهم “لا، ولكني أترككم إلى ما ترككم عليه رسول الله”، يقصد دون استخلاف.

وكان أول من بايع الحس هو قيس بن سعد الأنصاري، وقال له: ابسط يدك أبايعك عَلَى كتاب اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ، وسنة نبيه وقتال المحلين، فَقَالَ لَهُ الْحَسَن، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “عَلَى كتاب اللَّه وسنة نبيه، فإن ذَلِكَ يأتي من وراء كل شرط، فبايعه وسكت وبايعه الناس”.

كان معاوية بن أبي سفيان والي الشام، ولما قُتِل علي لقبه الناس بأمير المؤمنين وبايعوه في نفس العام.

 

مدة خلافة الحسن بن علي

كانت خلافة الحسن رضي الله عنه تقريبًا 6 شهور وهي المكملة لفترة الخلافة الراشدة لتكون بذلك 30 عامًا. فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك”. يقول أهل السنة والجماعة أن الشهور التي تولى فيها الحسن أمور المسلمين بعد أبيه مكملة لخلافة النبوة وداخلة فيها.

 

لماذا تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية؟

كان تنازل الحسن بن علي عن الخلافة تحقيقًا لنبوة جده رسول الله، حيث قال صلى الله عليه وسلم “ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين”. فتعامل الحسن مع هذا الأمر كوصية من جده قام بتنفيذها.

كان الحسن يتطلع إلى إصلاح الأمة وتوحيد صفوف المسلمين وحقن دمائهم، وقال في خطبته التي تنازل فيها لمعاوية: “إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ فِيهِ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ إِمَّا كَانَ حَقًّا لِي تَرَكْتُهُ لِمُعَاوِيَةَ إِرَادَةَ صَلَاحِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وحقن دمائهم”.

كانت العراق مضطربة، وذًكِر أن الحسن رضي الله عنه، قال عندما سُئِل لماذا تنازل عن الخلافة لمعاوية “كَرِهْتُ الدُّنْيَا وَرَأَيْتُ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَوْمًا لَا يَثِقُ بِهِمْ أَحَدٌ أَبَدًا إِلَّا غُلِبَ”.

 

شروط الصلح

نص الصلح بين الحسن بن علي رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان علي التالي:

أن يحكم المسلمين بما نص عليه كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخلفاء الراشدين.

لا يعهد معاوية بالحكم لورثته من بعده، ويعود الأمر من بعده شورى بين المسلمين.

أن يأمن الناس في الشام والعراق والحجاز واليمن في عهده.

أن يكون أصحاب علي آمنون على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وزوجاتهم.

 

علاقته بمعاوية

بعدما تنازل سيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية ترك العراق هو وبني هاشم ورجعوا إلى المدينة المنورة، وتولى زعامتهم. وكانت علاقته بمعاوية طيبة، فكان ينزل عنده ويزوره، ويستقبله معاوية أفضل استقبال، وكان يقول له “أهلًا ومرحبًا بابن رسول الله” وأمر له بـ 300 ألف، ولعبد الله بن الزبير بـ 100 ألف.

 

وفاة الحسن بن علي رضي الله عنه

اختلف العلماء في السنة التي مات فيها الصحابي الجليل الحسن بن علي، قيل مات سنة 49 هـ، وقيل سنة 50هـ، وقيل سنة 51 هـ. وكان رضي الله عنه ابن 47 سنة أو 48 سنة. وقبل وفاته أوصى الحسين أن يدفنه في الحجرة بجوار رسول الله ، لكن لو نازعه أحد يدفنه في مقابر المسلمين. وعندما حاول الحسين دفنه في الحجرة منعه مروان بن الحكم، فدفنه في البقيع.

 

المصادر:

ابن كثير: البداية والنهاية.

ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة.

الذهبي: سير أعلام النبلاء.

ابن حزم: جمهرة أنساب العرب.

ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب.

البلاذري: أنساب الأشراف

ابن سعد: الطبقات الكبرى.

ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.

 

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات