الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه، حواري رسول الله وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو من السابقين إلى الإسلام وأول من استل سيفه في سبيل الله. زوج السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق، ووالد عبد الله بن الزبير الذي بويع بالخلافة. وهو واحد من الستة الذين اختارهم سيدنا عمر بن الخطاب ليكونوا أصحاب الشورى في اختيار خليفة المسلمين بعد وفاته.
من هو الزبير بن العوام
مولده: ولد الزبير بن العوام بمكة سنة 28 قبل الهجرة.
اسمه: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.
أبوه: العوام هو أخو زوجة النبي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
أمه: صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهي عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
إخوته: له أربع إخوة ( السائب بن العوام، عبد الرحمن بن العوام، عبد الله بن العوام، عبد الكعبة بن العوام ). وأربع أخوات ( أم حبيب بنت العوام، زينب بنت العوام، هند بنت العوام، أم السائب بنت العوام ).
زوجاته: تزوج الزبير بن العوام من 8 نساء كالتالي:
أسماء بنت أبي بكر الصديق: تزوجها قبل الهجرة إلى المدينة، وهي أولى زوجاته، وأنجب منها 5 أولاد، و 3 بنات.
أم خالد بنت خالد بن سعيد: أنجب منها 5 أبناء.
الرباب بنت أنيف: أنجب منها 3 أبناء.
زينب بنت مرصد بن عمر: أنجب منها ولدين.
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط: أنجب منها بنت واحدة اسمها زينب.
الحلال بنت قيس بن نوفل: أنجب منها بنت وحيدة اسمها خديجة.
عاتكة بنت زيد: طلقها قبل استشهاده.
تماضر بنت الأصبغ: طلقها بعد 7 ليال.
أبناء الزبير بن العوام
أنجب الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه 11 ولدًا، و 9 بنات. قام بتسميتهم على أسماء الشهداء، رغبة منه في أن ينالوا الشهادة.
عبد الله بن الزبير: وهو من زوجته أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأكبر أبنائه، وأول مولود للمسلمين في المدينة المنورة بعد الهجرة. وقف في وجه الدولة الأموية، وتمت مبايعته بالخلافة وعاصمتها مكة المكرمة. لكن قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بعد حصاره لمكة سنة 73 هـ. وبالنسبة لإخوته من أمه فهم ( عروة، المنذر، عاصم، المهاجر، خديجة، أم الحسن، عائشة ).
باقي أبناءه: جعفر، عبيده، عمرو، خالد، مصعب، حمزة، حبيبة، سودة، هند، رملة، زينب، خديجة الصغرى.
إسلام الزبير بن العوام
أسلم الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه في عمرٍ صغير، قيل أسلم وهو ابن ثمان سنوات، وقيل ست عشرة سنة، وقيل اثنتا عشرة سنة. وكان من أول المسلمين الذين دخلوا الإسلام، فكان رابع أو خامس من أسلم. أبو بكر الصديق هو من دعاه إلى دين محمد وأخده وذهب به إلى النبي مع عثمان وطلحة وبن عوف. عرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن، فآمنوا وصدقوا وكانوا هم السابقين إلى الإسلام. عذبه عمه نوفل كي يرجع عن دينه ويعود إلى دين أجداده، فكان يعلقه في حصير فوق دخان. وما كان من الزبير إلا قوله ” لا أكفر أبدًا” فلما رأى عمه ذلك تركه.
بعد أن اشتد إيذاء قريش لأصحاب رسول الله، خرج الزبير بن العوام مهاجرًا إلى الحبشة ومعه قرابة اثنتي عشرة رجلًا، وكان ذلك سنة 5 من البعثة. لكنه لم يظل طويلًا في الحبشة وعاد إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة بعد النبي وأبو بكر. وفور وصوله المدينة هو وزوجته أسماء بنت أبي بكر الصديق، أنجبت ابنهما عبد الله، ففرح أهل المدينة واستبشروا به خيرًا.
لماذا سمي الزبير بن العوام حواري رسول الله
عندما كان الزبير ابن اثنتي عشرة سنة، انتشرت شائعة بأن أحد الكفار أخذ النبي إلى أعالي مكة، فاستل الزبير سيفه وخرج خلف رسول الله، فلما رآه النبي قال ” ما لك يا زبير” قال له أتيت أضرب بسيفي من أخذك. فدعا له النبي ولسيفه، ولهذا قيل بأنه أول من استل سيف في الإسلام. ولنفس السبب لُقِب بحواري رسول الله، حيث ورد قول النبي ” إن لكل نبي حواريًا وحواريَّ الزبير”، ومعنى حواريَ ” ناصري”.
صفات الزبير بن العوام
كان الزبير بن العوام طويل القامة، لدرجة أنه إذا ركب الدابة لمست قدماه الأرض. وكان أسمر اللون، خفيف اللحية. اشتهر ببطولته وشجاعته وإقدامه، وله كثير من المواقف التي تسجل ذلك. ففي عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حاصر عمرو بن العاص حصن مصر لمدة 7 شهور دون أن يتمكن من فتحه. فما كان من أمير المؤمنين إلا أن أرسل الصحابي الجليل الزبير بن العوام بمدد، وما أن وصل للحصن حتى بذل كل جهوده في سبيل الفتح. نجح حواري رسول الله في تسلق الحصن، وبدأ يكبر والمسلمين يرددون خلفه، فبث الرعب في قلوب الروم، ودخل الحصن واستطاع فتح الباب للمسلمين، وأنعم الله عليهم بالفتح.
الزبير بن العوام في العهد النبوي
شارك الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه في جميع الغزوات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جسده ملئ بالطعنات، التي تتعدى 30 طعنة. وفي غزوة بدر سلمه النبي قيادة الميمنة، وقتل عبيدة بن سعيد بن العاص. ارتدى الزبير عمامة صفراء في غزوة بدر، فنزلت الملائكة وعليها عمائم صفراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إِنَّ الْمَلائِكَةَ نَزَلَتْ عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيْرِ”.
كما كان الزبير من الصحابة الذين حضروا معركة أحد، وأرسله رسول الله ليتتبع جيش قريش بعد المعركة. وبعد رجوع المسلمين إلى المدينة، أمره النبي أن يضرب عنق أبي عزة الجمحي. أيضًا شهد غزوة الخندق، واستطاع قتل نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي. ثم شهد غزوة خيبر، وكان أحد المسلمين الذين حملوا رايات المهاجرين في فتح مكة.
كيف مات الزبير بن العوام
عندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة بايعه الزبير وطلحة بن عبيد الله، لكنهما طلبا منه أن يعجل بالقصاص لمقتل عثمان بن عفان. لكن علي بن أبي طالب طلب منهما التريث حتى تهدأ الأوضاع في المدينة. بعد 4 أشهر من مقتل سيدنا عثمان، خرج طلحة والزبير إلى مكة المكرمة من أجل العمرة، وهناك التقوا بعائشة رضي الله عنها. ودعا الناس إلى أخذ ثأر عثمان، حدث ذلك في شهر ربيع الآخر من عام 36 هـ،.
بعد ذلك انطلقوا إلى البصرة والكوفة، لكي ينضم إليهم أهلها، ومنعهم والي البصرة من دخول المدينة حتى يأتي علي بن أبي طالب. لكن اشتعل الوضع وبدأ القتال بين الجانبين وسيطر طلحة والزبير على البصرة.
عندما وصل الإمام علي بدأ بإرسال الرسل إليهم، فأرسل القعقاع بن عمرو، الذي سعى إلى الصلح بينهم واتفقوا بالفعل. لكن اجتمع جماعة ممن قتلوا عثمان مثل الأشتر النخعي وأشعلوا القتال بين الطرفين، وقتلوا طلحة بن عبيد الله بسهم.
ولما رأى علي رضي الله عنه الزبير قال له “يا زبير! أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “إنك تقاتلني وأنت ظالم؟”. قال: نعم! لم أذكره إلا في موقفي هذ”، وانصرف الزبير عن القتال. وخلال عودته إلى المدينة لحق به بن جرموز وقتله وهو يصلي بوادي السباع، سنة 36 هـ. ولما رآه علي مقتولًا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” بشر قاتل بن صفية بالنار”.
المصادر:
ابن كثير: البداية والنهاية.
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
البلاذري: فتوح البلدان.
ابن حزم: جمهرة أنساب العرب.
ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة.
الطبري: تاريخ الأمم والملوك.
ابن عساكر: تاريخ دمشق.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *