الصحابي سعيد بن زيد رضي الله عنه، واحد من العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. أسلم قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث قال “وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ”. وهو من الصحابة الكرام الذين لهم مكانة في الإسلام وفي قلوب المسلمين.
من هو الصحابي سعيد بن زيد
مولده: ولد سعيد بن زيد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، تقريبًا بعشر سنوات. وكان يكنى أبا الأعور.
اسمه: سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللّه بن قُرْط بن رِزاح بن عَدِيّ بن كَعْب بن لُؤَي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.
والده: زيد بن عمرو بن نفيل، لم يعبد الأصنام في الجاهلية، وكان على دين إبراهيم.
أمه: فاطمة بنت بَعْجَة بن أُمية بن خويلد بن خالد، من خزاعة.
أخته: عاتكة بنت زيد، زوجة سيدنا عمر بن الخطاب، وتزوج سعيد رضي الله عنه من أخت عمر ” فاطمة بنت الخطاب. كما أنهما أبناء عم.
والد سعيد بن زيد رضي الله عنه
كان زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه، حنيفًا على ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام. لم يعبد الأصنام في الجاهلية، ولم يأكل ما ذبح على النصب. وفي يوم خرج زيد إلى الشام يسأل اليهود والنصارى عن دينهم، وأخبروه عن سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقال: اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم.
كان زيد كلما رأى حال أهل مكة وما يفعلوه عند الكعبة، قال “يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري”. وكانت قريش في الجاهلية تؤد الإناث، لكنه لم يفعل ذلك قط. وكان يقول لمن أراد أن يقتل ابنته “لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها”، وإذا كبرت الفتاة كان يردها إلى أبيها إذا أراد.
كما كان زيد بن عمرو بن نفيل ينكر على قريش ذبائحها ويقول “الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارًا لذلك وإعظامًا له. مات زيد قبل البعثة بـ5 سنوات مقتولًا في أرض الشام. وروي أن النبي قال عنه ” يبعث يوم القيامة أمة وحده”.
ابناء سعيد بن زيد
كان لـ سعيد بن زيد رضي الله عنه، الكثير من الأبناء، فقال ابن الجوزي “رزقه الله أولادًا كثرى”.
أولاده الذكور: عبد الله الأكبر، عبد الله الأصغر، عمرو الأصغر، عمر الأصغر، عبد الرحمن الأكبر، عبد الرحمن الأصغر، الأسود، طلحة، إبراهيم الأكبر، إبراهيم الأصغر، عمرو الأكبر، محمد، خالد، زيد، هشام.
البنات: أم الحسن الكبرى، أم الحسن الصغرى، عائشة، حفصة، أم حبيب الكبرى، أم حبيب الصغرى، عاتكة، زينب، أم زيد الكبرى، أم زيد الصغرى، زينب، أم سلمة، أم موسى، أم النعمان، زُجْلَة، أسماء، أم سعيد، أم خالد، أم صالح، أمُ عبدٍ الحولاءُ.
زوجات سعيد بن زيد
اختلف المؤرخون في عدد زوجات سعيد بن زيد، وذكر البغدادي في كتابه ” الطبقات الكبرى” 10 زوجات كالتالي:
فاطمة بنت الخطاب: أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أسلمت قبله وكانت سببًا في إسلامه، وهي أول زوجة لسيدنا سعيد بن زيد.
حَزْمَة بنت قيس أو خيرة بنت قيس الفهرية: أنجبت لسعيد بن زيد 3 أولاد، و8 بنات.
أمامة بنت الدُّجيج من غسّان: أنجبت ولدين وبنتين.
أم الأسود: من بني تغلب، أنجبت ولدين.
ابنة قربة من بني تغلب: أنجبت ولد وبنت.
أم خالد: أنجبت له ولد وبنتين.
ضُبْخ بنت الأصبغ بن شعيب بن ربيع: أنجبت له ولدين وبنت.
أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري: أنجبت بنت واحدة.
جليسة بنت سُويد بن صامت: أنجبت ولدين وبنت.
أم ولد: أنجبت له عائشة، وزينب، وأمّ عبد الحَوْلاءِ، وأمّ صالح.
اسلام سعيد بن زيد رضي الله عنه
كان الصحابي سعيد بن زيد من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم بعد 13 رجلًا، وقبل أن يجتمع النبي بأصحابه في دار الأرقم. كان رضي الله عنه، يكتم إسلامه خشية من ابن عمه عمر بن الخطاب. وكان هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب سببًا في إسلام عمر، الذي كان أكبر أعداء الإسلام.
في يوم حمل عمر سيفه وذهب إلى رسول الله ليقتله، فقابله نعيم بن عبد الله القرشي، وكان وقتها مسلمًا، وعلم نية عمر. فقال له نعيم ” أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم، فإن ابن عمك زيد بن سعيد، وأختك فاطمة أسلما، فعليك بهما أولًا”. انطلق عمر إلى بيت أخته غاضبًا، فلما وصل وجد عندهم الصحابي الحباب بن الأرت يعلمهما القرآن، فضرب سعيد وفاطمة وسال الدم منهما. ثم وجد عمر صحيفة مكتوب فيها القرآن، أراد أن يأخذها. فطلبت أخته أن يتوضأ قبل أن يلمسها، فتوضأ وقرأ الصحيفة، وكان مكتوب فيها أول سورة طه. وبعد أن فرغ عمر أنزل الله الإيمان في قلبه، وذهب إلى النبي وأسلم.
هجرة سعيد بن زيد
كان الصحابي الجليل سعيد بن زيد من أشراف مكة، فلم أسلم لم يتعرض للأذى مثلما تعرض له غيره، لذلك لم يهاجر إلى الحبشة. عندما سمح النبي لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، هاجر هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب برفقة عمر بن الخطاب و 20 رجلًا آخرين. وفي المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أبي بن كعب.
غزوات سعيد بن زيد في عهد النبي
شارك سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه، في كل الغزوات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فشهد غزوة أحد والخندق وبيعة الرضوان وما بعدهم. لكنه لم يحضر غزوة بدر لأن رسول الله كان قد أرسله على رأس سرية برفقة طلحة بن عبيد الله، كي يتفقدا خبر عن قافلة قريش القادمة من الشام. وعندما عاد سعيد وطلحة وجد النبي في معركة بدر، لذلك لم يحضرا القتال، لكن النبي احتسبهم كمن شهدها.
جهاد سعيد بن زيد في عهد الخلفاء الراشدين
شارك الصحابي سعيد بن زيد، في فتوحات الشام وكان وقتها جندي مثل بقية الجنود. ثم شارك في معركة اليرموك وكان واحدًا من القادة. كان أيضًا ممكن شهدوا فتح دمشق وعينه أبو عبيدة بن الجراح نائبًا عليها عندما ذهب إلى قتال أهل إيلياء.
وبعد وفاة أبو بكر الصديق بايع سعيد بن زيد عمر بن الخطاب، ولم يحصل على منصب أو ولاية. ثم بايع عثمان ومن بعده علي. ولم يذكر التاريخ شيء عنه في خلافة سيدنا عثمان أو الفتنة التي حدثت في عهد علي بن أبي طالب. وبعد صلح الحسن ومعاوية بن أبي سفيان، بايع معاوية لكنه لم يبايع ابنه يزيد.
وفاة سعيد بن زيد رضي الله عنه
توفي الصحابي سعيد بن زيد بالعقيق في خلافة معاوية بن أبي سفيان، يوم الجمعة سنة 51 هـ، عن عمر 73 سنة. تم نقله إلى المدينة ودُفِن بها، بعد أن صلى عليه سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر.
المصادر:
ابن حزم: جمهرة أنساب العرب.
ابن كثير: البداية والنهاية.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة.
موقع قصة الإسلام: سعيد بن زيد.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *