الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، من المكثرين راوية للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد روى عن النبي وعن الصحابة الكبار، وكان كلما سمع حديثًا بعد وفاة الرسول، سافر من بلد إلى آخر كي يتأكد من صحته. وكان رضي الله عنه، من الفقهاء الذين يلتف الناس حولهم طلبًا للعلم والفتوى.
نسبه
اسمه: هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، من بني غنم بن كعب بن سلمة، أحد بطون قبيلة الخزرج.
كنيته: أبو عبد الله، أو أبو عبد الرحمن، وقيل محمد، لكن الأول أصح.
أبوه: عبد الله بن عمرو بن حرام، وهو من صحابة رسول الله، استشهد في غزوة أحد.
أمه: أنيسة، وقيل نسيبة بنت عقبة بن عدي.
إسلام جابر بن عبد الله
أسلم سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه، مبكرًا. فقد كان من الأنصار الذين بايعوا النبي في بيعة العقبة الثانية. حيث جاء مع مصعب بن عمير 73 رجلًا وامرأتان في موسم الحج قبل هجرة النبي بثلاثة شهور، وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لهم “تابعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة”.
بعد أن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهم “أخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيبًا يكونون على قومهم بما فيهم”. فاختاروا 6 نقباء من الخزرج و3 من الأوس، فقال لهم النبي أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومي”.
لما عاد جابر بن عبد الله ومن معه من الأنصار إلى يثرب، نشروا الإسلام بين الناس. وعندما وصل النبي إلى المدينة المنورة كان أهلها جميعًا قد أسلموا.
جهاده
لم يشهد جابر بن عبد الله غزوة بدر وغزوة أحد. لكن بعد استشهاد أبيه في أحد، لم يتخلف عن غزوة من غزوات رسول الله.
فعن جابر، قال: غزوت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ست عشرة غزوة، لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي بأحد، كان يخلفني على أخواتي، وكن تسعًا، فكان أول ما غزوت معه حمراء الأسد.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، شارك في الفتح الإسلامي لبلاد الشام. وكان ضمن جيش خالد بن الوليد خلال حصاره لدمشق.
روايته للحديث
يعد جابر بن عبد الله من المكثرين في رواية الحديث عن النبي، فله 1540 حديثًا. اتفق البخاري ومسلم على 54 حديث، وانفرد البخاري بـ 26 حديثًا، وانفرد مسلم بـ 126 حديثًا. كما روى عنه الجماعة.
وكان رضي الله عنه، يرحل من مكان إلى مكان ليتأكد من صحة الأحاديث. فقد ورد أنه انتقل إلى مكة ومنها انصرف إلى المدينة بسبب أحاديث سمعها. كما رحل إلى مصر ليتأكد من حديث القصاص من عبد الله بن أنيس.
روى سيدنا جابر عن الكثير من الصحابة مثل عمر بن الخطاب، أبو بكر الصديق، علي بن أبي طالب، معاذ بن جبل، الزبير بن العوام. طلحة بن عبيد الله، أبي سعيد الخدري، أبي هريرة، وغيرهم.
وروى عنه الكثير من التابعين مثل، سعيد بن المسيب، الحسن البصري، محمد الباقر، الحسن بن محمد بن الحنفية، رجاء بن حيوة، وبلال بن سعد، وغيرهم.
وفاة جابر بن عبد الله
اختلف العلماء في السنة التي مات فيها سيدنا جابر على أقوال كثيرة. قيل أنه مات سنة 73هـ، أو 74هـ، أو 78هـ. لكن الأرجح أنه مات سنة 78 من الهجرة، وقد تجاوز التسعين من عمره. وقيل أنه كان آخر من مات من صحابة النبي في المدينة المنورة. وهو أيضًا آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة.
المصادر:
ابن عساكر: تاريخ دمشق.
ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة.
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
موقع إسلام ويب: جابر بن عبد الله.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق