زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، يطلق عليهنَّ أمهات المؤمنين، كما جاء في القرآن الكريم، في سورة الأحزاب {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}. لقد شرفهنَّ الله سبحانه وتعالى وجعلهنَّ زوجات النبي في الدنيا وفي الجنة. كما أعطاهنَّ الله مكانة عظيمة وميزة على جميع نساء العالمين، قال تعالى {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}.
عدد زوجات الرسول
اختلف العلماء في عدد زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقيل أن عدد زوجاته اللاتي دخل بهن 11 زوجة، وقيل 12 زوجة. ويرجع الاختلاف بسبب مارية القبطية، البعض جعلها زوجة، والبعض قال بأنها ملك يمين. وذكر العلماء أيضًا عدد من النساء اللاتي كتب عليهن النبي ولكن لم يدخل بهن.
أسماء زوجات الرسول بالترتيب
خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة.
عائشة بنت أبي بكر.
حفصة بنت عمر.
زينب بنت خزيمة.
أم سلمة.
زينب بنت جحش.
جويرية بنت الحارث
صفية بن حيي
أم حبيبة.
ميمونة بنت الحارث.
نبذة عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
خديجة بنت خويلد (أول زوجات الرسول)
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول زوجات الرسول، تزوجها وعمره 25 سنة، وهي بعمر الأربعين. كان محمد بن عبد الله معروف بين قريش بالأمانة والصدق، فسمعت عنه السيدة خديجة، التي كانت من سيدات قريش وصاحبة مال وتجارة. كانت رضي الله عنها ترغب في شخص أمين يدير تجارتها بين الشام واليمن، فأرسلت إلى لنبي للعمل معها، وربحت بفضله الكثير.
أعجبت السيدة خديجة بشخصية محمد بن عبد الله، بفضل ما سمعته من غلامها خلال رحلتهما معًا إلى الشام. رأت أنه الزوج المناسب لها، فأسرت إلى صديقتها نفيسة بنت منية، فكانت واسطة خير بينهما. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأنجبت له عبد الله، القاسم، زينب، رقية، أم كلثوم، وفاطمة.
وكانت خديجة بنت خويلد مثال للزوجة الصالحة، فكانت أول من آمن بالنبي من النساء، وأعانته في دعوته. فعاش النبي معها 25 سنة، ولم يتزوج عليها في حياتها قط. ولما ماتت حزن عليها حزنًا شديدًا، وسُمي عام وفاتها بعام الحزن. وظل النبي يذكرها بالخير طوال حياته، حتى أن عائشة رضي الله عنها كانت تغار منها رغم وفاتها.
سودة بنت زمعة
كانت السيدة سودة بنت زمعة ثاني زوجات النبي محمد، تزوجها بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، فكانت ترعى أبنائه. كانت السيدة سودة امرأة ثيب، بعد أن مات زوجها السكران بن عمرو، تزوجها النبي حتى يحميها من كفار قريش، لأنها كانت مسلمة هي وزوجها.
عائشة بنت أبي بكر الصديق
كانت عائشة رضي الله عنها ثالث وأصغر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الزوجة الوحيدة التي تزوجها بكرًا. خطبها النبي بمكة، وتزوجها بالمدينة المنورة وهي بنت 9 سنوات. وكانت عائشة أحب زوجات النبي له وأقربهن إلى قلبه، كما كانت أكثرهن علمًا وفقهًا بالدين، ونقلت عن النبي الكثير من الأحاديث. توفيت سنة 56 هـ، وهي في عمر السبعين.
حفصة بنت عمر
كانت السيدة حفصة رضي الله عنها رابع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ابنة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين. تزوجها النبي بعد وفاة زوجها خنيس بن حذافة السهمي. وقد روي أن أبيها عمر بن الخطاب، حزن لأنها أصبحت أرملة، وأراد تزويجها من عثمان بن عفان، ثم من أبي بكر الصديق، لكنهما لم يتقدما لطلبها، فتقدم لها النبي وفرح عمر بذلك.
كانت رضي الله عنها زاهدة عابدة، عاشت بالمدينة بعد وفاة النبي، وتوفت عام 45 من الهجرة.
زينب بنت خزيمة
ماتت في حياة النبي، وعرفت رضي الله عنها برحمتها وكثرة عطفها وتصدقها، لذلك لقبت بأم المساكين. استشهد زوجها عبد الله بن جحش في غزوة أحد، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، سنة 3 أو 4 من الهجرة. لم تعش رضي الله عنها مع النبي كثيرًا، فماتت بعد شهرين أو ثلاثة شهور من زواجه بها.
أم سلمة
كانت السيدة أم سلمة رضي الله عنها، أكبر زوجات النبي سنًا. أسلمت هي وزوجها أبي سلمة مبكرًا وهاجرت معه إلى الحبشة. عندما استشهد زوجها في غزوة أحد، تقدم النبي للزواج منها، سنة 4 من الهجرة، حماية لها ولابنها. اشتهرت بحكمتها ورأيها السديد، وكان النبي يأخذ برأيها، مثلما حدث في صلح الحديبية. كانت أم سلمة آخر من توفى من زوجات النبي، وتوفيت سنة 58 من الهجرة.
زينب بنت جحش
كانت السيدة زينب بنت جحش أول زوجات النبي لحاقًا به بعد وفاته. كانت رضي الله عنها تعمل بيدها، وتتصدق على الفقراء، وهي ابنة عمة النبي السيدة أميمة بنت عبد المطلب، وكانت من سيدات قريش.
زوجها النبي من مولاه زيد بن حارثة، لكن لم يدم الزواج وطلقها، فتزوجها صلى الله عليه وسلم بأمر من الله. قال تعالى {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}. وكان الغرض من زواج النبي منها هو القضاء على مسألة التبني التي كانت سائدة في الجاهلية. وكانت رضي الله عنها تتفاخر على زوجات النبي، وتقول “زوجكنَّ أهليكنَّ وزوجني الله من فوق سبع سموات”. وتوفيت رضي الله عنها سنة 20 أو 21 من الهجرة.
جويرية بنت الحارث
تزوجها النبي سنة 5 من الهجرة، بعد غزوة بني المصطلق، وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار سيد قومه. وكانت رضي الله عنها من سبي المسلمين، فتزوجها النبي بعد مقتل زوجها في الغزوة، وهي ابنة 20 سنة، وأعتق جميع أسرى قومها لأجلها. توفيت رضي الله عنه سنة 50، وقيل سنة 57 من الهجرة.
صفية بنت حيي بن أخطب
وهي ابنة سيد يهود بني النضير، قُتِل زوجها في خيبر. وكانت هي من جملة السبي، فأسلمت وأعتقها النبي وتزوجها. كانت رضي الله عنها من سلالة الأنبياء فهي من ذرية هارون عليه السلام. كان النبي يحبها ويحسن معاملتها لأنها غريبة بين نسائه، وتوفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أم حبيبة
هي ابنة أبي سفيان بن حرب، هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة، لكنه ارتد عن الإسلام. تزوجها النبي وهي في الحبشة، وكانت صادقة محبة لرسول الله. توفيت رضي الله عنه سنة 42 أو 44 من الهجرة في المدينة المنورة.
ميمونة بنت الحارث ( آخر زوجات الرسول)
كانت السيدة ميمونة بنت الحارث آخر زوجات النبي. تزوجت في الجاهلية من مسعود بن عروة الثقفي ففارقها، ثم تزوجت مرة ثانية في الإسلام ومات زوجها، فتزوجها النبي. توفيت رضي الله عنها سنة 51 من الهجرة.
هل تزوج النبي من مارية القبطية؟
لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة مارية القبطية، فهي جارية أهداها له المقوقس حاكم مصر. أنجبت للنبي ابنه إبراهيم، وماتت سنة 12 أو 16 من الهجرة.
غيرة زوجات الرسول
كانت زوجات النبي يحبونه حبًا جمًا، ويغرنَّ من بعضهن. وكانت السيدة عائشة أحب نساء النبي إليه وأكثرهن غيرة، حتى أنها كانت تغار من خديجة وهي متوفية. فقد روي أنها قالت للنبي “ما تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَك اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا”، فقال لها النبي “ما أبدلني الله خيرًا منها”. كما كانت عائشة تغار أيضًا من السيدة صفية، بسبب لذة طعامها.
كذلك حفصة بنت عمر رضي الله عنها، كانت تغار على النبي من زينب بنت جحش هي وعائشة. وقد ورد في غيرة زوجات الرسول، أن عائشة رضي الله عنها قالت “أن النبي كان يمكث عند زينب بنت جحش، ويشرب عندها عسلًا، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي، فلتقل إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير. فدخل على إحداهما، فقالت له ذلك فقال: لا بل شربت عسلًا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له”. فنزل قول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾.
كما كانت جميع زوجات النبي يغرن من عائشة، فقد روي أن النبي كان في بيت عائشة، فقامت زوجاته بإرسال ابنته فاطمة إليه، وقالت له “يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ”.
المصادر:
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
البلاذري: أنساب الأشراف.
ابن كثير: البداية والنهاية.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
سيرة ابن هشام.
موقع إسلام ويب: أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
موقع موضوع: أسماء زوجات الرسول بالترتيب الزمني.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *