الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، واحد من العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وأول من رمى بسهم في سبيل الله. كما أنه واحد من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب، ومن أخوال النبي صلى الله عليه وسلم. كان من الرماة الماهرين، فقد روي أن النبي قال له “ارم فداك أبي وأمي”. كما كان من رواة الحديث، فقد روي عن النبي 15 حديثًا متفق عليهم في صحيح البخاري ومسلم.

 

نسب سعد بن أبي وقاص

اسمه: سعد بن أَبي وقاص القرشي الزهري.

واسم أَبي وقاص: أُهيب بن عبد مناف بن زُهْرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.

أُمه: حَمْنَةُ بنت سفيان بن أُمية بن عبد شمس. وقيل: حمنة بنت أَبي سفيان بن أُمية، بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية.

يلتقي نسبه مع النبي في كلاب بن مرة، كما تعود آمنة بنت وهب أم الرسول إلى نسبه، لذلك يعتبر من أخوال النبي.

أخوته: عامر بن أبي وقاص، عتبة بن أبي وقاص، عمير بن أبي وقاص.

 

زوجات سعد بن أبي وقاص

سلمى بنت حفص بن ربيعة: كانت معه بالعراق، وشهدت معركة القادسية.

ابنة شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة.

ماوية بنت قيس.

أم عامر بنت عمر.

زَبَدُ بنت الحارث بن يَعْمُر.

سلمى من بني تغلب بن وائل.

خولة بنت عمرو.

أم هلال بنت ربيع.

أم حكيم بنت قارض.

طيبة بنت عامر.

أم حجير.

 

أبناء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

الأولاد: إسحاق الأكبر، عمر الأكبر، محمد بن سعد، إسحاق الأصغر، إسماعيل، إبراهيم، موسى، عبد الله، مصعب، عبد الله الأصغر، عبد الرحمن، عمير بن سعد الأكبر، عمير الأصغر، عمر الأصغر، عمران، صالح، عثمان.

البنات: أم الحكم الكبرى، أم موسى، حفصة، حميدة، أم القاسم، حمنة، أم كلثوم، أم عمرو، أم عمران، أم أيوب، أم الحكم الصغرى، أم إسحاق، أم عمرو، رملة، هند، عَمْرَة، أم الزبير، عائشة.

 

معلومات عن سعد بن أبي وقاص

ولد سعد بن أبي وقاص في مكة قبل بعثة النبي تقريبًا بـ 19 سنة. كانت مهنته في قريش صناعة الأقواس وبري السهام. ووصفه المؤرخين بأنه كان قصيرًا، مجعد الشعر، أشعر الجسم، أفطس، وحاد البصر.

كان رضي الله عنه أول من أراق دمًا في سبيل الله عز وجل، فبينما كان يصلي مع نفر من المسلمين في شعاب مكة، مرَّ عليهم رجل من قريش، فسخر منهم وأنكر عليهم دينهم. اقتتل سعد معه وقتله، وقيل كان اسم الرجل عبد الله بن خطل.

كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ممكن هاجروا إلى المدينة، وشارك في كل المعارك والغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم. ففي أحد كان ممن ثبت عندما ولى الجميع، وفي فتح مكة كانت معه الرايات الثلاث الخاصة بالمهاجرين. كما كان من أمهر الرماة في الغزوات، شارك في معركة القادسية وانتصر على الفرس، وفتح مدائن كسرى بالعراق. وكان أول والي للكوفة سنة 17 هـ. وفي عهد الفتنة بين علي ومعاوية اعتزل الجميع ولم يشارك في الأمر. وهو آخر من توفى من المهاجرين.

 

قصة إسلام سعد بن أبي وقاص

كان رضي الله عنه من أوائل الذين أسلموا، فقيل كان سابع من أسلم، وكان عمره وقتها 17 سنة، أو 19 سنة. أسلم قبل أن يفرض الله الصلاة على النبي وأصحابه. وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث كان يدعوا إلى الإسلام من يثق به من قومه، فأسلم على يديه: سعد بن أبي وقاص، عبد الرحمن بن عوف، طلحة بن عبيد الله، عثمان بن عفان، الزبير بن العوام.

ولإسلامه قصة ترويها عنه ابنته عائشة، حيث قال “رأَيت في المنام قبل أَن أُسلم، كأَني في ظلمة لا أَبصر شيئًا إِذ أَضاءَ لي قَمَر، فاتَّبعته، فكأَني أَنظر إِلى من سبقني إِلى ذلك القمر، فأَنظر إِلى زيد بن حارثة، وإِلى علي بن أبي طالب، وإِلي أَبي بكر، وكأَني أَسأَلهم: متى انتهيتم إِلى هاهنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يدعو إِلى الإِسلام مسْتخفيًا، فلقيته في شِعْب أَجْيَاد، وقد صلَّى العصر، فأَسلمت، فما تَقَدَّمني أَحد إِلا هم.

 

قصة الصحابي سعد بن أبي وقاص مع أمه

كانت أم الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، تعارض إسلامه، وعندما علمت أنه أسلم بالفعل قامت بتهديده. ومن أجل عودته إلى دين آباءه امتنعت عن الأكل والشرب، وقالت لن آكل أو أشرب حتى أموت. وكانت تعلم أنه بار بها وسيفعل أي شيء من أجل رضاها. وبالفعل امتنعت عن الأكل يوم وليلة، حتى ظهر عليها التعب. وعندما رآها سعد قال لها “والله لو كانت لك ألف نفس، فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني” ولما رأت تمسكه بدينه أكلت وشربت. وفيها نزل قول الله تعالي ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.

 

هجرة سعد بن أبي وقاص

هاجر الصحابي سعد بن أبي وقاص، إلى المدينة المنورة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. هاجر مع أخيه عمير بن أبي وقاص ونزلا على أخيهما عتبة بن أبي وقاص. كان عتبة قد قتل رجلًا في مكة وهرب إلى المدينة المنورة قبل بعثة النبي، ونزل على بني عمرو بن عوف وبنى له منزلًا.

 

جهاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص من الصحابة الذين شهدوا مع النبي جميع الغزوات. وكان واحد من الفرسان الذين يحرسون رسول الله في المعارك. كما كان بارعًا في رمي السهام، ففي غزوة أحد كان يقاتل ويرمي السهام، فقال له النبي “ارم سعد فداك أبي وأمي”. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لم أسمع رسول الله يفدي أحد بأبويه إلا سعد بن أبي وقاص.

كان رضي الله عنه إذا دعا أجاب الله دعوته، وإذا رمى صاب عدوه، لأن رسول الله كان قد دعا له بذلك فقل ” اللهم سدد رميته وأجب دعوته”.

 

فتوحات سعد بن أبي وقاص

معركة القادسية

كانت معركة القادسية أهم المعارك التي أدت إلى فتح العراق، وهي واحدة من معارك المسلمين ضد فارس. وقعت المعركة في 13 شعبان سنة 15 هـ، وكان المسلمين بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص، والفرس بقيادة رستم. كما كان عدد المسلمين 30 ألف مقاتل، أما الفرس فكانوا 100 ألف مقاتل مدرب ومزود بأفضل الأسلحة. وعلى الرغم أن المعادلة كانت لصالح الفرس، لكن نجح سعد في تحقيق الانتصار للمسلمين.

معركة المدائن

كانت المدائن عاصمة فارس، وكان يسكنها الملوك من الأكاسرة الساسانية. حاصرها سعد بن أبي وقاص في شهر صفر عام 16 هـ. قاد الجيش وعبر نهر دجلة وانتصر عليهم، ثم أرسل عاصم بن عمرو التميمي على كتيبة في جهة ، والقعقاع بن عمرو في جهة ولاحقوا فلول الفرس.

إمارة الكوفة

ولاه عمر بن الخطاب على الكوفة، وبنى بمها جامع سنة 16 هـ. وفي سنة 20 هـ، شكى أهل الكوفة سعد لخليفة المسلمين بأنه لا يحسن الصلاة، فأرسل له عمر يستفسر عن الأمر، فرد عليه أما أنا فأصلي بهم صلاة رسول الله، فقال له عمر ” ذاك الظن بك يا أبا إسحاق”. وعندما أمره عمر بالعودة إلى الكوفة، لم يرضى بذلك وقال له ” هل أذهب إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة”.

وقبل وفاة عمر رضي الله عنه، جعله من الستة أصحاب الشوري الذين يختارون خليفة المسلمين من بعده، لأن رسول الله توفي وهو راضٍ عنه.

 

اعتزاله الفتنة

اعتزل سعد بن أبي وقاص الجميع بعد مقتل عثمان بن عفان، وحدوث الفتنة الكبرى بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب، ونأى بنفسه عن المشاركة في الوضع. وعندما سأله معاوية لما لم يقف مع أي الطرفين، قال له: ما كنت أقاتل رجلًا قال له رسول الله “أنت مني بمنزلة هارون، إلا أنه لا نبوة بعدي”.

 

وفاة سعد بن أبي وقاص

مات الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، في عهد معاوية بن أبي سفيان، بقصره بالعقيق سنة 55 هـ، عن عمر ناهز السبعين سنة. ثم نُقِل إلى المدينة وصلى عليه مروان بن الحكم. وكان آخر من توفى من المهاجرين، ودفن بالبقيع.

ترك خلفه ميراث 250 ألف درهم، ومع ذلك حين شعر بأجله، طلب جبة من صوف بالية، وقال كفنوني بها.

 

 

المصادر:

ابن كثير: البداية والنهاية.

ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.

الذهبي: سير أعلام النبلاء.

ابن سعد: الطبقات الكبرى.

ابن حزم: جمهرة أنساب العرب.

العسقلاني: الإصابة في معرفة الصحابة

ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب.

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات