إليك سيرة عمر بن الخطاب مختصرة وكاملة للأطفال. إنه رضي الله عنه، صحابي جليل، أمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة. أعز الله به الإسلام، وكان يوم إسلامه فرحة كبيرة في قلوب المسلمين. لقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قبل وبعد إسلامه نموذجًا يدرس ويقتدى به سواء للمسلمين أو لغير المسلمين. إنه شخصية تاريخية لها ثقلها في التاريخ الإسلامي والعالمي.

 

نسب عمر بن الخطاب

اسمه: عمر بن الخطاب بن نُفَيْل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. يجتمع نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، في كعب بن لؤي بن غالب.

كنيته: أبو حفص.

لقبه: الفاروق.

ابن عم الموحد على دين إبراهيم زيد بن عمرو بن نفيل. وأخوه الصحابي الجليل زيد بن الخطاب، الذي سبقه إلى الإسلام.

أمه: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. ابنة عم خالد بن الوليد رضي الله عنه وأبو جهل وأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها.

 

ابناء عمر بن الخطاب

أولاده: عبد الله، عبد الرحمن، زيد الأكبر، زيد الأصغر، عبيد الله، عاصم، عبد الرحمن الأوسط، عبد الرحمن الأصغر، عياض، وعبد الله.

بناته: حفصة، رقية، فاطمة، زينب، عائشة، صفية.

 

زوجات عمر بن الخطاب

قريبة بنت أبي أمية: وهي أخت أم سلمة، تزوجها عمر في الجاهلية وظلت على شركها بعد إسلامه، فطلقها.

أم كلثوم مليكة بنت جرول: تزوجها في الجاهلية، وطلقها بعد صلح الحديبية.

زينب بنت مظعون: تزوجها في الجاهلية وأسلمت وهاجرت معه إلى المدينة. وهي والدة عبد الله وحفصة وعبد الرحمن.

جميلة بنت ثابت: تزوجها سنة 7 هـ، انجبت منه ابنه عاصم، ثم طلقها وتزوجت بعده زيد بن حارثة.

عاتكة بنت زيد: ولدت له عياض، ثم تزوجت الزبير بن العوام بعد فاته.

أم حكيم بنت الحارث: هي أم فاطمة بنت عمر.

أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: آخر زوجاته، تزوجها في السنة السابعة عشرة من الهجرة. وهي أم زيد ورقية.

 

صفات عمر بن الخطاب

كان للفاروق رضي الله عنه هيبة عظيمة، وهبه الله بنية قوية وجسدًا متينًا، فقد كان ضخمًا عريض المنكبين، فصيحًا وشجاعًا في الجاهلية. وكان في الإسلام رحيمًا عادلًا فقيهًا سديد الرأي وزاهدًا مقبلًا على الله. كما كان كثير الذكر والبكاء خشية من الله، ويبكي عند تلاوة القرآن، حتى ظهر على وجهه خطان من أثر الدموع.

ورغم هيبته ومكانته كخليفة للمسلمين وأميرًا للمؤمنين إلا أنه كان شديد التواضع؛ يتجول بين رعيته بدون حراس، وينام تحت شجرة. كان حريصًا على أموال المسلمين، يقبل النصيحة من رعيته ويرجع عن رأيه إذا جاء إليه أحدهم برأي أفضل.

كما كان حازمًا في أمور الدين، شديد الغضب لانتهاك محارم الله؛ فشبهه رسول الله بنبي الله نوح عليه السلام. لقب بالفاروق لأن الله فرَّق به بين الكفر والإيمان، فبعد أن كان النبي وأصحابه يجتمعون سرًا في دار الأرقم بن الأرقم بعيدًا عن أعين قريش، أصبحوا يصلون عند الكعبة وجاهروا بدعوتهم بفضل إسلام عمر.

 

سيرة عمر بن الخطاب قبل الإسلام

ولد سيدنا عمر بن الخطاب في مكة المكرمة، بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات، تقريبًا في عام الفيل. عمل في رعي الإبل خلال صغره، حيث كان يرعى لخالاته من بني مخزوم ولوالده أيضًا. كان والده قاسيًا عليه في طفولته، وهذا أثر على تكوين شخصيته الحازمة.

نشأ عمر على عبادة الأوثان مثل قومه، وكان يحب الخمر. تعلم الفروسية والمصارعة وركوب الخيل والشعر. كما تعلم أيضًا التجارة بفضل حرصه على حضور أسواق العرب مثل سوق ذي المجاز وسوق عكاز. لقد أكسبه عمله بالتجارة ثروة كبيرة وأصبح من أغنياء مكة وأشرافها وسفير قريش إلى المدن والقبائل في حالة الحرب. كانت قريش تقدمه وتفتخر به في المجالس وتنافس به شباب القبائل الأخرى.

 

متى اسلم عمر بن الخطاب؟

اختلف العلماء في السنة التي أسلم فيها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكن أغلب الآراء تقول أنه أسلم في السنة السادسة من البعثة، بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة. أسلم وهو في عمر السادسة والعشرين وجاهر بإسلامه أمام قريش. لذلك كان إسلامه نصرًا وعزًا للمسلمين الذين كان يتراوح عددهم ما بين 40 إلى 45 رجلًا فقط. وكان النبي صلى الله عليه وسلم دعا قبل إسلامه أن يعز الإسلام بأحبَّ الرجلين، عمر بن الخطاب، أو أبو جهل، فكان من نصيب عمر.

 

قصه اسلام عمر بن الخطاب

في سيرة عمر بن الخطاب مختصرة، ذُكِر أن الفاروق ذات يوم خرج عازمًا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم. فصادفه رجل في الطريق وأخبره أن أخته أسلمت، فأسرع إليها غاضبًا. وعندما دخل من باب بيتها سمعها تقرأ آيات من سورة طه. وهنا ذهب إليها مسرعًا بغضب وضربها هي وزوجها حتى سال الدم من رأسها. هنا رَّق قلبه لها وطلب منها ما كانت تقرأه، فأمرته أن يتوضأ أولًا. اغتسل الفاروق رضي الله عنه وبدأ يقرأ في سورة طه، حتى تغلغل الإيمان في خلايا قلبه. ثم طلب عمر أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كي يشهر إسلامه، فوجده في بيتٍ عند الصفا. ولما رآه النبي أمسك به وطلب منه أن يسلم، فنطق عمر بالشهادة وأعلن إسلامه. وعن عبد الله بن مسعود قال “وما عبدنا الله جهرة حتى أسلم عمر”.

 

اعمال عمر بن الخطاب

روى سيدنا عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم 537 حديثًا.

وافقه القرآن الكريم في عدد من المواقف، أهمها اتخاذ مقام إبراهيم مصلى.

أسس جيش نظامي مكون من 32 ألف فارس بالإضافة إلى المشاة والمتطوعين، كما أنشأ معسكرات في المدن الكبيرة.

أول من استحدث نظام العسس والتجول ليلًا لمراقبة الناس، وأسند المهمة لعبد الله بن مسعود.

أول من أنشأ حبس خاص يضع فيه المتهمين، عرف بالسجن.

استحدث نظام تعيين قضاة في كل ولاية، فولى عثمان بن أبي العاص قاضي مصر، وأبا موسى الأشعري قاضي البصرة. كما سن دستورًا للقضاة يعتمدون عليه في إصدار الأحكام.

أسس التقويم الهجري واعتمد فيه على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.

جمع القرآن الكريم ودونه في صورته النهائية من أجل الحفاظ عليه.

وسع المسجد الحرام وقام بتعمير المسجد النبوي الشريف.

أنشأ نظام الدواوين لتنظيم الشؤون المالية والإدارية.

أسس بيت مال المسلمين وجمع فيه الزكاة.

وسع مساحة الدولة الإسلامية، وأرسل الجيوش إلى كل مكان، فغلبت الفرس والروم وفتحت مصر والقدس والشام وخراسان وسجستان.

 

وفاة عمر بن الخطاب

كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منع دخول غير المسلمين إلى المدينة، فطلب المغيرة بن شعبة دخول رجل يدعى أبو لؤلؤة، بعد أن نجح في إخفاء مجوسيته. أظهر أبو لؤلؤة المجوسي حبه وإخلاصه للمسلمين، وظل يراقب الفاروق رضي الله عنه من بعيد، حتى وجد الوقت المناسب. فبينما كان عمر يكبر لصلاة الفجر خلال شهر ذي الحجة سنة 23 هـ، انقض عليه وطعنه 6 طعنات بخنجر مسموم. كما طعن 13 رجلًا آخرين، ولما تيقن من عدم نجاته طعن نفسه. وظل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مريضًا 3 أيام، حتى مات يوم الأربعاء 26 من شهر ذي الحجة عام 23 هـ. قام ابنه عبد الله بن عمر بتكفينه، ودفنه بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق.

كانت هذه سيرة عمر بن الخطاب مختصرة للأطفال والكبار. إنه أحد أشهر القادة والأشخاص في التاريخ الإسلامي وأكثرهم نفوذًا وتأثيرًا.

 

المصادر:

ابن سعد: الطبقات الكبرى.

ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.

السيوطي: تاريخ الخلفاء الراشدين.

ابن عساكر: تاريخ دمشق.

ابن الأثير: الكامل في التاريخ.

موقع قصة الإسلام: قصة إسلام عمر بن الخطاب.

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات