اشتهر شِمر بن ذي الجوشن بأنه قاطع رأس الحسين بن علي رضي الله عنه. وعلى الرغم أنه كان ممن بايع علي بن أبي طالب، لكنه تمرد عليه لاحقًا بعد موقعة صفين، وكان من الخوارج. وفي معركة كربلاء انضم إلى جيش بني أمية الذي أرسله عبيد الله بن زياد لقتال الحسين. لذلك كان على رأس القائمة التي لاحقها المختار الثقفي للقصاص منه، وقُتِل على يد أحد أتباعه، وكان يدعى كيان أبو عمرة.
أبوه هو الصحابي شرحبيل بن الأعور، أحد زعماء بني عامر بن صعصعة. لقى النبي عام 2 من الهجرة، ثم قَدِم في فح مكة مسلمًا. كان في جيش خالد بن الوليد في فتوحات العراق، ثم تولى جرجان آخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
شمر بن ذي الجوشن في معركة النهروان
بعد قبول علي بن أبي طالب التحكيم يوم صفين، خرج عليه مجموعة من جيشه ورفضوا ذلك وكان منهم شمر بن ذي الجوشن. ثم تجمعوا في النهروان وبدأوا يسفكون دم المسلمين. فخرج إليهم أمير المؤمنين بجيشه في شهر محرم سنة 38 من الهجر. وفي يوم 9 صفر سنة 38 من الهجرة، نشب القتال ولم يستمر طويلًا، وسقط كل الخوارج، ولم يستشهد من جيش علي سوى رجلان، وقيل 12 رجل. لكن تمكن شمر بن ذي الجوشن من النجاة.
يوم كربلاء
في صباح الجمعة 10 محرم سنة 61 هـ، بدأ القتال بين الحسين بن علي وجيش الدولة الأموية الذي أرسله عبيد الله بن زياد. وكان شمر بن ذي الجوشن على ميسرة جيش عمر بن سعد بن أبي وقاص . قاتل الحسين ومن معه بكل شجاعة وصبر، لكنهم قُتِلوا في النهاية، وقُتِل من أهل بيته الكثير وعلى رأسهم ابنه علي الأكبر، وأبناء أخيه الحسن عبد الله، القاسم، أبو بكر.
في البداية لم يجرؤ أحد على قتل الحسين، ثم تكاثروا عليه، ضربه بن شريك التميمي، وطعنه سنان بن أنس وقطع رأسه. وقيل أن الذي قطع رأسه شمر بن ذي الجوشن، وأن الذي قتله زيد بن رقادة الحيني، وعمرو بن بطار التعلبي.
مقتله على يد المختار الثقفي
استطاع المختار بن عبيد الله الثقفي حشد عدد كبير من شيعة العراق، وانضم إليه إبراهيم بن الأشتر النخعي. وكاد ينشئ دولة علوية في العراق بين دولة بني أمية في الشام، وابن الزبير في الحجاز. وفي ليلة 14 ربيع الأول سنة 66 من الهجرة، خرج المختار وأتباعه رافعين شعار “يالثارات الحسين” واجتاحوا كل الكوفة. ثم عزل عبد الله بن مطيع والي الزبير على الكوفة، وتولى هو حكمها.
بعد أن سيطر المختار على الكوفة، بدأ في ملاحقة كل من شارك في موقعة كربلاء وكان له يد في مقتل الحسين بن علي. وكان على رأس القائمة عبيد الله بن زياد، وشمر بن ذي الجوشن، وخولي بن يزيد الأصبحي، وعمر بن سعد بن أبي وقاص.
هرب شمر من الكوفة بعد أن تمرد على المختار، وذهب في اتجاه البصرة إلى مصعب بن الزبير. ولما وصل إلى قرية يقال لها علوج، أرسل كتابًا مع غلامًا له إلى ابن الزبير يخبره بقدومه. لكن كان أحد قادة المختار واسمه كيان أبو عمرة، يلاحقه وعلم بمكانه. وتقاتلا معًا حتى انتصر أبو عمرة وقطع رأس بن ذي الجوشن وأرسلها إلى المختار في الكوفة.
ذرية شمر بن ذي الجوشن
كان الصميل بن حاتم أشهر ذرية شمر بن ذي الجوشن، وهو أمير القبائل المضرية في الأندلس. وكان ضمن جند قنسرين الذين بعثهم هشام بن عبد الملك إلى أفريقيا سنة 123هـ. ولما تعرضت الحملة للهزيمة هرب مع بلج بن بشر القشيري إلى الأندلس. ثم ولاه يوسف بن عبد الرحمن الفهري على سرقسطة ثم طليطلة سنة 136 هـ. وكان مع يوسف في حربه ضد عبد الرحمن الداخل بعدما وصل إلى الأندلس ليؤسس دولة أموية جديدة. لكنه هرب ثم استسلم، فأعاد له الداخل أملاكه وأمواله، ثم تمرد مرة ثانية، فقبض عليه الداخل ومات في حبسه.
المصادر:
ابن الأثير: الكامل في التاريخ.
الزركلي: الأعلام.
ابن حزم الأندلسي: جمهرة الأنساب.
ابن كثير: البداية والنهاية.
الطبري: تاريخ الرسل والملوك.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق