شهداء غزوة بدر الكبرى  أو شهداء يوم الفرقان كانوا أربعة عشر رجلًا من المسلمين، ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين. أما قتلى مشركي قريش فقد وصلوا لسبعين قتيلًا، بالإضافة إلى سبعين أسيرًا آخرين. لقد كانت معركة بدر يوم تاريخي وفاصل في حياة المسلمين بالمدينة المنورة، فزادوا قوة ومهابة في عيون أعدائهم، وتحسنت أحوالهم الاقتصادية بفضل الغنائم.

 

متى كانت غزوة بدر؟

وقعت غزوة بدر في 17 من شهر رمضان، سنة 2 من الهجرة. وكانت بين المسلمين الأنصار والمهاجرين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبين قبيلة قريش وحلفائها من العرب بقيادة أبو جهل عمرو بن هشام. وسميت معركة بدر بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي حدث فيها القتال، وهي منطقة بدر.

 

عدد شهداء المسلمين في غزوة بدر

كان شهداء غزوة بدر 14 شهيدًا، 6 من المهاجرين، و 8 من الأنصار.

شهداء غزوة بدر من المهاجرين:

عاقل بن البكير.

عبيدة بن الحارث.

عمير بن أبي وقاص، وكان أصغر شهداء غزوة بدر، حيث لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.

ذو الشمالين بن عبدو عمرو الخزاعي.

مهجع بن صالح.

صفوان بن وهب.

شهداء غزوة بدر من الأنصار، 2 من الأوس و 6 من الخزرج:

عوف بن الحارث.

سعد بن خيثمة.

يزيد بن الحارث.

مبشر بن عبد المنذر.

معوذ بن الحارث.

عمير بن الحمام.

حارث بن سراقة.

رافع بن المعلي.

 

سبب غزوة بدر

وصلت أخبار للنبي في المدينة بخروج قافلة محملة بأموال قريش للتجارة في الشام. وكانت القافلة بقيادة أبي سفيان بن حرب، ويحرسها ما بين 30 إلى 40 رجلًا. فخرج رسول الله لاعتراض طريقها في شهر جمادى الأولى والآخر سنة 2 من الهجرة، لكنه لم يتمكن من اللحاق بها. أرسل النبي  سعيد بن  زيد وطلحة بن عبيد الله لانتظار عودة القافلة من الشام، ووصلوا إلى منطقة الحوارء ومكثوا فيها حتى ظهر أبو سفيان مع القافلة، فانطلقا لإخبار النبي.

لما وصل الخبر إلى النبي في المدينة قال لأصحابه “هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها”. فخرج النبي وبعض أصحابه للاستيلاء على عير قريش، حتى يعيد أموال المهاجرين التي استولى عليها أهل مكة ظلمًا وعدوانًا.  ولم يكن في نيتهم القتال، لذلك تخلف عن الخروج الكثير من الصحابة، ولم ينكر النبي عليهم ذلك.

 

عدد المسلمين في غزوة بدر

خرج رسول الله من المدينة في 12 من رمضان سنة 2 من الهجرة، وكان برفقته 319 صحابي، وقيل 340 أو 317 صحابي. كان منهم 170 من الخزرج و 61 من الأوس، والبقية من المهاجرين. ولم يثبت في كتب السيرة والحديث أن النساء شاركوا في غزوة بدر، لكنهن شاركن في الغزوات الأخرى، وكن يداوين الجرحى.

وبالطبع هذا العدد أقل بكثير من قدرة المسلمين العسكرية آنذاك، لأنهم لم يخرجوا للقتال بل لاعتراض القافلة. ولذلك لم يكن معهم سوى 70 بعيرًا، وفرس للمقداد بن الأسود وفرس للزبير بن العوام. وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتبادلون الركوب على البعير، وذكر بن مسعود أن كل ثلاثة كانوا يركبون على بعير.

وعندما وصل النبي إلى منطقة تعرف بـ “بيوت السقيا”، سلم لواء القيادة العامة لمصعب بن عمير، وعلم كتيبة المهاجرين لعلي بن أبي طالب، وعلم الأنصار لسعد بن معاذ. ثم جعل على الميسرة المقداد بن عمرو، وعلى الميمنة الزبير بن العوام.

 

وصول الخبر لقريش

وصل خبر خروج النبي وأصحابه لأبي سفيان فغير طريق القافلة، وأرسل خبرًا إلى قريش يستنجد بهم، كي ينقذوا أموالهم من يد المسلمين. وصل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى قريش واستنفرهم ونادى بأعلى صوته “يا معشر قريش، اللطيمةَ، اللطيمةَ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوثَ، الغوثَ”.

تحفز أهل مكة وتجهزوا جميعًا للخروج، لكن تخلف أبي لهب بن عبد المطلب عم النبي وأرسل رجلًا مكانه، كما تخلف بني عدي ولم يخرج منهم أحد. ثم خرجوا في 1300 مقاتل، و100 فرس، و 600 درع، وبعير لا حصر لها. وقيل كان جيش قريش 100 مقاتل فقط. وتسلم قيادة قريش أبو جهل عمرو بن هشام.

عندما نجى أبو سفيان بقافلته وتأكد من تخطيه للمسلمين، أرسل لجيش قريش أن يعود إلى مكة. لكن أبو جهل رفض العودة وقال “والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً”. وتقدمت قريش إلى بدر باستثناء بني زهرة الذين عادوا إلى مكة.

 

وصول الجيشين لبدر

عندما علم النبي بخروج جيش قريش استشار أصحابه في أمر القتال، وحصل على طاعتهم وموافقتهم. ثم خرجوا ووصلوا إلى مكان قريب من بدر، وبدأ صلى الله عليه وسلم يجمع المعلومات عن جيش قريش. وعندما علم بمكانهم، خرج مسرعًا إلى بدر، كي يسبقهم إلى الماء ويمنع وصولهم إليه. ثم اقترح سيدنا سعد بن معاذ بناء عريشًا يكون مقرًا للنبي وحماية له من أعدائه. وبنى الصحابة العريش وكان مع النبي فيه أبو بكر الصديق، وحرسه مجموعة من الأنصار بقيادة سعد بن معاذ. وفي ليلة المعركة أنزل الله النعاس والطمأنينة على المسلمين، قال تعالى  ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾. ونام المسلمون جميعًا إلا رسول الله، فظل يصلي ويبكي حتى الصباح.

عندما طلعت شمس يوم معركة بدر، صف النبي جيشه وجعل الشمس في ظهورهم، حتى تكون في وجه أعدائهم. ثم بدأ يعطي التوجيهات إلى المقاتلين، فأمرهم أن يبدؤوا برمي المشركين عندما يقتربوا منهم، فقال “إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل”، وأمرهم بالاقتصاد في الرمي. ونهاهم عن سل السيوف قبل تداخل الصفوف وقال “ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم”. وكان صلى الله عليه وسلم يشجعهم على القتال، فيقول لهم ” قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض”.

ثم وصل جيش قريش إلى بدر، لكن اختلفوا فيما بينهم وتزعزع أمرهم. فقد رأى عتبة بن أبي ربيعة العودة إلى مكة والتراجع عن القتال، حتى لا يقتل الرجل أبيه وأخيه. لكن تمسك أبو جهل بالقتال، ووصفه بالجبان وأنه خاف عندما رأى محمد وأصحابه.

 

أحداث غزوة بدر

في بداية معركة بدر خرج الأسود بن عبد الله المخزومي وهو رجل من قريش، فقتله حمزة بن عبد المطلب. ثم خرج ثلاثة رجال من قريش للمبارزة وهم، عتبة بن ربيعة، وابنه الوليد بن عتبة، وأخوه شيبة بن ربيعة. فخرج إليهم علي بن أبي طالب، وحمزة، وعبيدة بن الحارث، وقتلوهم الثلاثة لكن استشهد عبيدة أيضًا وقال له النبي “أشهد أنك شهيد”.

غضب المشركون وهجموا على المسلمين، فثبت الصحابة في مكانهم وقاتلوا مثلما وجههم رسول الله، وظلوا يرددون “أحد أحد”، ثم بدأوا في الهجوم. وقد قلل الله عدد المشركين في عين المسلمين، وأكثر عدد المسلمين في عين المشركين، ورأى النبي رؤيا بذلك وقص على أصحابه الرؤيا فكان ذلك سببًا لثباتهم.

ألقى الله سبحانه وتعالى الرعب في قلوب المشركين، وأنزل الملائكة يقاتلون في صفوف المسلمين. قال تعالى “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. فتقهقر جيش قريش وبدأ في الانسحاب والتراجع، وأسر المسلمين عددًا كبيرًا منهم.

وقُتِل أبو جهل قائد جيش المشركين، وقتله غلامان من الأنصار وهم، معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء. وقيل أنهما جرحاه فقط، ثم وجده سيدنا عبد الله بن مسعود بين الجرحى وقتله. وقُتِل من المشركين 70 رجلًا وأُسِر 70 آخرين.

 

بعد انتهاء المعركة

أرسل النبي زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة إلى المدينة المنورة ليبشروهم بالنصر وهزيمة قريش. وظل صلى الله عليه وسلم في بدر 3 أيام بعد المعركة، ودفن المسلمين فيها. ثم عاد النبي والصحابة إلى المدينة ومعهم 70 أسيرًا من قريش. ثم قتل بعضهم، وقبل الفداء من البعض الآخر، وألزم بعضهم بتعليم 10 من أطفال المسلمين مقابل العفو عنهم.  وفرّقَ النبي الأسرى بين أصحابه، ثم قال لهم “استوصوا بهم خيرًا”.

 

نتائج غزوة بدر

كان ليوم الفرقان وغزوة بدر الكبرى نتائج عظيمة كالتالي:

عَظُمت مكانة المسلمين، وأصبحت لهم مهابة بين القبائل العربية.

زاد دخل الدولة الإسلامية، بفضل الحصول على الغنائم، فانتعش اقتصادهم، بعدما عاشوا الفقر لـ 19 شهرًا.

كانت خسارة قريش خسارة فادحة، فقتل زعمائهم: أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف.

أصبحت تجارة قريش مهددة بسبب وجود المسلمين في منتصف الطريق بين اليمن والشام.

اهتزت سيادة قريش بين قبائل الحجاز وعاشوا خسارة معنوية كبيرة.

 

 

 

المصادر:

ابن هشام: السيرة النبوية.

ابن سعد: الطبقات الكبرى.

الطبري: تاريخ الأمم والملوك.

ابن كثير: البداية والنهاية.

موقع موضوع: شهداء غزوة بدر.

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات