عبيد الله بن زياد بن أبيه، اشتهر بأنه قاتل سبط رسول الله الحسين بن علي رضي الله عنه. كان أحد الولاة التابعين لبني أمية، تولى البصرة في عهد معاوية بن أبي سفيان. ثم ولاه يزيد بن معاوية على الكوفة ليقضي على ثورة آل البيت، وظل حاكمًا عليها حتى موت يزيد.
تولى خراسان وعمره 22 سنة فقط، وقاد الجيوش في فتوحات بيكند ورامدين ونسف، برفقة المهلب بن أبي صفرة وزياد بن عثمان الثقفي. وقتله في النهاية إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي في معركة الخازر سنة67 من الهجرة.
كان أباه زياد بن أبيه واحدًا من أعلام الدولة الأموية، وممن ساهموا في قيامها وتثبيتها. تولى ولاية فارس وكرمان في عهد علي بن أبي طالب. ثم ولاه معاوية البصرة وخراسان وسجستان.
عبيد الله بن زياد والحسين بن علي
بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان ذهب الحسين إلى الكوفة مع أهل بيته في يوم التروية سنة 60 هـ. ولما علم الصحابة بخروجه، ظلوا يحاولون رده لكنه رفض واستمر في طريقه. وأخذ مسلم بن عقيل البيعة له من أهل الكوفة، رغم محاولة النعمان بن بشير والي المدينة منعه. لكن النعمان كان مسالمًا لينًا لا يحب سفك الدماء، فخلعه يزيد بن معاوية وعين مكانه عبيد الله بن زياد المسؤول عن مقتل الحسين.
تمكن عبيد الله بن زياد من الإمساك بمسلم وقتله، بعدما تخلى عنه أهل الكوفة وتركوه وحيدًا. وقتل مسلم يوم 9 من ذي الحجة سنة 60 من الهجرة. واصل الحسين طريقه، وكان والي الكوفة على علم بذلك فأرسل له قائد الشرطة خارج المدينة. وذهب إلى الحسين الحر بن يزيد الرياحي ومعه ألف فارس، وكان قائد الشرطة نصحه أن يستدرج الحسين إلى داخل الكوفة.
ظل الحسين سائرًا برفقة الحر بن يزيد، ولما وصلا إلى كربلاء وجد 4 آلاف مقاتل في انتظاره. ثم تسلل بعض أهل الكوفة لنصرة الحسين، وكان معه 32 فارسًا، و 40 رجلًا. وفي صباح الجمعة 10 محرم سنة 61 هـ، بدأ القتال بين الطرفين. قاتل الحسين ومن معه بكل شجاعة وصبر، لكنهم قُتِلوا في النهاية، وقُتِل من أهل بيته الكثير وعلى رأسهم ابنه علي الأكبر، وأبناء أخيه الحسن عبد الله، القاسم، أبو بكر.
دوره في إخماد ثورة عبد الله بن الزبير
بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان تولى الخلافة ابنه يزيد، وهذا ما رفضه عبد الله بن الزبير والحسين بن علي. وبعد مقتل الحسين في موقعة كربلاء سنة 61 هـ، غضب المسلمين جميعًا، وقام ابن الزبير بتأليب الناس على بني أمية. وبدأ أهل مكة يجتمعون حوله، فأثأر هذا غضب يزيد بن معاوية، وأرسل الجيوش لمحاربته. ففي شهر محرم سنة 64 هـ، أرسل له جيشًا وضربوا مكة بالمنجنيق فاحترقت الكعبة، وتعرض عبد الله لخسائر فادحة وخسر كثير من مؤيديه.
في أول ربيع الآخر سنة 64 هـ، مات يزيد بن معاوية، وانسحب الجيش الأموي من مكة وفكوا الحصار عن ابن الزبير. ثم دعا عبد الله بن الزبير بالخلافة لنفسه، فبايعه أهل الحجاز ثم الكوفة والبصرة وخراسان واليمن ومعظم بلاد الشام. وبدأ يعين عمال له على المدن، فأرسل الولاة للشام والعراق ومصر وخراسان.
عندما تولى مروان بن الحكم أمور بني أمية، نجح في استعادة سيطرة الأمويين على الشام، ثم سيطر على حمص وفلسطين وقنسرين ومصر. لم يتبقى مع عبد الله بن الزبير سوى الحجاز والعراق. وكان على العراق أخيه مصعب بن الزبير، فذهب إليه عبيد الله بن زياد مع 15 ألف جندي لاسترداد العراق، لكنه تفاجأ بأعداد كبيرة وأعداء جدد وهم “التوابين”، وفرقة ” المختار”، واستطاع هزيمتهم. وسرعان ما استولى عبد الملك بن مروان على العراق وقتل مصعب بن الزبير سنة 72 هـ.
مقتل عبيد الله بن زياد
خرج إبراهيم بن الأشتر النخعي من الكوفة قاصدًا عبيد الله بن زياد في البصرة، فالتقى به في مكان يقال له الخازر. وكان جيش ابن زياد كبير، وعلى ميمنته الحصين بن نمير السكوني. التقى الجيشان ونجح الحصين في الانقضاض على ميسرة جيش بن الأشتر وقتل أميرها. ولما حدث ذلك أخذ ابن الأشتر ينادي فيمن حوله ويقول “إليَ يا شرطة الله، أنا ابن الأشتر”. اشتد القتال بين الطرفين، وحقق جيش الأشتر تقدمًا وهزم جيش الشام، ثم وصل إلى عبيد الله بن زياد وقتله. وكان ذلك عام 67 من الهجرة.
المصادر:
البلاذري: أنساب الأشراف.
ابن كثير: البداية والنهاية.
ابن الأثير: الكامل في التاريخ.
إسلام ويب: عبيد الله بن زياد بن أبيه.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق