نلخص لك عدد وأسماء غزوات الرسول بالترتيب. سنوات من الجهاد في سبيل الله، بدأت بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة. فعلى الرغم من فرار المسلمين بدينهم وهروبهم من اضطهاد وتعذيب قريش، إلا أن زعماء مكة ظلوا يخططون لإيذائهم بعد هجرتهم. فأرسلوا إلى زعيم المنافقين عبد الله بن أبي سلول، وأرسلوا أيضًا رسائل تهديد إلى النبي وأصحابه. لكن بعد أن أصبح المسلمون قوة لا يستهان بها، أذن الله لهم بالقتال، حتى يستردوا حقوقهم التي سلبتها قريش منهم. قال تعالى ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ ﴾.
عدد غزوات الرسول بالترتيب
اختلف العلماء في عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتراوح العدد بين 19 غزوة إلى 30 غزوة. يقول ابن حجر أن عدد غزوات النبي 19 غزوة، بينما ذهب سعيد بن المسيب أنهم 24 غزوة. وهناك من قال أنهم 21 غزوة مثل أبو يعلى، أما الواقدي وابن سعد فقالوا أن غزوات النبي 27 غزوة.
ويعود الاختلاف في عدد الغزوات إلى ذهاب بعض المؤرخين إلى اعتبار وتسمية جميع الوقائع التي سبقت أو تلت الغزوات الكبرى، غزوة. بينما يرى علماء آخرون أن الوقائع المتقاربة تعتبر غزوة واحدة.
أسماء غزوات الرسول بالترتيب
غزوة الأبواء أو ودان
أول غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت في شهر صفر سنة 2 من الهجرة. وكانت هذه الغزوة مباشرة بعد أن أذن الله للمسلمين بالقتال، فخرج النبي مع 70 رجلًا من المهاجرين، يعترضوا قافلة لقريش متجهة من مكة إلى الشام. وكان دافع النبي هو استرداد أموال المهاجرين التي استولت عليها قريش عند الهجرة. لم يحدث قتال في هذه الغزوة، وعقد النبي معاهدة مع سيد بني ضمرة، عمرو بن مخشي الضمري.
غزوة بواط
وقعت الغزوة في شهر ربيع الأول سنة 2 من الهجرة. وخرج النبي مع 200 من الصحابة، ليعترضوا طريق قافلة لقريش ذاهبة إلى الشام، بقيادة أمية بن خلف، وكان معه 100 شخص، و2500 بعير. لكن علم أمية بخروج المسلمين إليه، فغير طريقه ولم يدركه المسلمون.
غزوة سفوان أو غزوة بدر الأولى
وقعت غزوة بدر الأولى في وادي سفوان، في شهر ربيع الأول سنة 2 من الهجرة. أغارت قريش بقيادة كرز بن جابر الفهري على مراعي المدينة ومواشيها. فخرج النبي مع 70 من الصحابة لملاحقته، لكنه هرب منهم ورجعوا بدون قتال.
غزوة العشيرة
وقعت في شهر جمادى الأول سنة 2 من الهجرة. حيث خرج 150 من الصحابة بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم إلى منطقة العشيرة. أقاموا فيها شهرًا، ثم عقد النبي معاهدة مع بني مدلج، وعاد إلى المدينة دون قتال.
غزوة بدر الكبرى
تعد غزوة بدر أول غزوات الرسول الكبرى، وقعت في 17 رمضان سنة 2 من الهجرة. كان عدد المسلمين في بدر 313 صحابي، بينما كان عدد المشركين 1000 مقاتل. خرج المسلمون لمقابلة قافلة أبو سفيان العائدة من الشام والإمساك بها، لكنه علم بأمرهم وطلب النجدة من قريش. التقى الجيشان في وادي بدر، وانتصر المسلمون، واستشهد منهم 14 صحابيًا. بينما قُتِل من قريش 70 رجلًا، من بينهم أبو جهل، كما أسر المسلمون 70 آخرين.
غزوة بني سليم
وقعت الغزوة سنة 2 من الهجرة، في منطقة قرقرة الكدر. حيث بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن بني غطفان وسليم، يحشدون قواتهم لغزوة المدينة المنورة. خرج النبي مع 200 من أصحابه وباغتهم في عقر دارهم، فهربوا وتركوا خلفهم 500 بعير، أخذها المسلمون غنيمة، وعادوا إلى المدينة دون قتال.
غزوة بني قينقاع
وقعت سنة 2 من الهجرة، بين المسلمين ويهود بني قينقاع، الذين كان بينهم وبين المسلمين معاهدة، لكنهم خرقوها وتسببوا في إثارة الشغب بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر. حاصرهم النبي 15 يومًا حتى استسلموا، وخرجوا من المدينة تاركين ديارهم وأموالهم.
غزوة السويق
وقعت الغزوة سنة 2 من الهجرة، بسبب هجوم 200 من المشركين بقيادة أبو سفيان على منطقة العريض بالمدينة المنورة، انتقامًا لهزيمتهم في بدر. قتلوا رجلًا وأحرقوا نخلًا، فخرج إليهم النبي مع 200 من أصحابه، لكنهم هربوا.
غزوة ذي أمر
وقعت سنة 3 من الهجرة في منطقة ذو أمر. حيث تجمع بنو ثعلبه وبنو محارب لمهاجمة أطراف المدينة، فخرج إليهم النبي ولاحقهم مع 450 من أصحابه.
غزوة بحران
وقعت سنة 3 من الهجرة، في منطقة بحران. حيث علم النبي أن مجموعة من بني سليم يستعدون للهجوم عليه، فخرج إليهم مع 300 من أصحابه. لم يحدث قتال ورجع المسلمون إلى المدينة.
غزوة أحد
غزوة أحد من غزوات الرسول الكبرى. وقعت سنة 3 من الهجرة على جبل أحد، بين المسلمين بقيادة النبي وقريش بقيادة أبي سفيان. وكان الهدف منها انتقام قريش لهزيمتهم في بدر، فخرجوا بـ 3 آلاف مقاتل، بينما كان المسلمون 850 مقاتل فقط. تعرض المسلمين لهزيمة ساحقة، بسبب مخالفة رماة السهام تعليمات الرسول ونزولهم من فوق الجبل. استشهد فيها 70 من المسلمين، وأصيب 40 صحابيًا، بينما قُتِل من المشركين 30 مشركًا.
غزوة حمراء الأسد
وقعت سنة 3 من الهجرة بعد غزوة أحد مباشرة، لأن النبي كان يخشى من عودة قريش ومهاجمتهم المدينة المنورة. خرج النبي مع 540 من الصحابة لتفقد الأوضاع، فأسر شخصان، وقتل أبو عزة الشاعر.
غزوة بني النضير
وقعت سنة 4 من الهجرة، بعد أن حاول يهود بني النضير اغتيال النبي وهو ضيف في ديارهم. حاصرهم المسلمون 6 ليال حتى استسلموا وتركوا سلاحهم وخرجوا من المدينة.
غزوة نجد
وقعت سنة 4 من الهجرة، بعد أن وصل إلى النبي أن الأعراب والبدو من قبائل غطفان وسليم ومحارب يتجهزون لغزو المدينة. خرج إليهم النبي فهربوا، وعاد المسلمين دون قتال.
غزوة بدر الآخرة
وقعت في شهر شعبان سنة 4 من الهجرة. كان أبو سفيان توعد المسلمين في غزوة أحد، أن يعود إليهم العام المقبل في بدر. خرج الجيشان ووصل المسلمون منطقة بدر، ورجع أبو سفيان إلى مكة. انتظره المسلمون 8 أيام ولم يأت، فتاجروا وربحوا ثم عادوا إلى المدينة.
غزوة دومة الجندل
وقعت سنة 5 من الهجرة، بعد أن وصل للنبي أن سكان دومة الجندل يقطعون الطريق. خرج 1000 من الصحابة لقتالهم بقيادة النبي، لكنهم هربوا فعادوا دون قتال.
غزوة الخندق
من غزوات الرسول الكبرى، وقعت في شهر شوال سنة 6 من الهجرة، وتسمى أيضًا بغزوة الأحزاب. وفيها تجمعت القبائل العربية وعلى رأسهم قريش ومعهم يهود بني النضير وحاصروا المسلمين. حفر المسلمون خندقًا ومنعوا هجوم الأعداء، وظل الحصار حتى أرسل الله جنوده على خيم الأحزاب. قذف الله في قلوبهم الرعب فارتحلوا وهربوا بأرواحهم.
غزوة بني قريظة
وقعت بعد غزوة الخندق مباشرة، بسبب خيانة يهود بني قريظة لعهدهم مع النبي وتحالفهم مع الأحزاب. حاصر المسلمون بني قريظة حتى استسلموا، فقتل المسلمون رجالهم، وأسروا نسائهم وأطفالهم.
غزوة بني لحيان
وقعت سنة 6 من الهجرة، في منطقة غران. وكان بنوا لحيان قتلوا 10 من الدعاة إلى الإسلام، الذين أرسلهم النبي إلى قوم قارة وعضل. ولما سمع بنو لحيان بقدوم المسلمين هربوا في الجبال.
غزوة بني المصطلق
تسمى غزوة المريسيع أيضًا، حدثت سنة 6 من الهجرة. سمع النبي أن بني المصطلق يحشدون الجيش لغزو المدينة، فخرج إليهم. لكنهم هربوا وعاد المسلمون دون قتال، مع غنائم كثيرة من الأموال والنساء والأطفال.
صلح الحديبية
كان صلح الحديبية بين المسلمين بقيادة النبي وبين قبيلة قريش، سنة 6 من الهجرة. كان النبي خرج لأداء العمرة هو و 1400 من الصحابة، لكن قريش منعتهم من دخول مكة. انتهى الأمر بعقد صلح على أن يعودوا في السنة القادمة.
غزوة ذي قرد
هاجم مجموعة من قبائل غطفان إبلًا للنبي ترعى في جهة من جهات المدينة، سنة 6 من الهجرة. قتلوا حارس الإبل وأسروا زوجته، فطاردهم المسلمون وأعادوا المرأة وقتلوا اثنين منهم.
غزوة خيبر ووادي القرى
كانت مدينة خيبر ملجأ ليهود بني النضير بعد طردهم من المدينة المنورة. ظل يهود خيبر يكيدون المكائد للمسلمين، وهم الذين جمعوا الأحزاب في غزوة الخندق لقتال المسلمين. بعد أن عقد النبي صلح الحديبية مع قريش، وطهر المدينة من اليهود، وجد أن الفرصة مناسبة لملاحقة يهود خيبر، وكان ذلك سنة 6 من الهجرة. حاصرهم النبي في حصونهم المنيعة حتى استسلموا، فأمنهم على دمائهم وأموالهم مقابل نصف حصاد خيبر. بعدهم استسلم يهود وادي القرى وفدك وتيماء.
غزوة ذات الرقاع
وقعت سنة 7 من الهجرة، وكانت بين المسلمين والأعراب البدو، الذين يقومون بأعمال نهب وسلب. وصل للنبي أن أعراب بني ثعلبة وأنمار وغطفان يتجهزون للإغارة على المدينة. خرج إليهم النبي فهربوا وفروا وتفرقوا، وعاد المسلمون منتصرون دون قتال.
سرية مؤتة
وقعت في شهر جمادى الأول سنة 8 من الهجرة، وكانت أول غزوة يقاتل فيها المسلمون الروم. سلم النبي قيادة الجيش لثلاثة قادة: زيد بن حارثة، جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة. كان عدد المسلمون 3 آلاف فقط، بينما كان جيش الروم 200 ألف مقاتل. لما استشهد القادة الثلاثة استلم القيادة خالد بن الوليد، الذي استطاع انقاذ جيش المسلمين والعودة بهم إلى المدينة.
غزوة فتح مكة
فتح مكة من غزوات الرسول الكبرى في رمضان، وكانت في 20 رمضان سنة 8 من الهجرة. خرج 10 آلاف صحابي بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وفتحوها دون قتال، ودخل أهلها الإسلام.
غزوة حنين
وقعت في شهر شوال سنة 8 من الهجرة، وكانت بين المسلمين بقيادة النبي وقبائل هوازن وثقيف وحلفائهم. انتصر المسلمون وحصلوا على غنائم كثيرة، وهربت هوازن وثقيف وتحصنوا بالطائف.
غزوة الطائف
وقعت في شهر شوال سنة 8 من الهجرة، بعد غزوة حنين مباشرة. حاصر النبي قبائل ثقيف وهوازن داخل الطائف 40 يومًا، ثم رحل عنهم.
غزوة تبوك
آخر غزوات الرسول، وكانت في شهر رجب سنة 9 من الهجرة. قرر الروم الانتقام بسبب ما حدث لهم في مؤتة، فجمعوا جيشهم وخرجوا لقتال المسلمين. خرج النبي لقتالهم وبصحبته 30 ألف مقاتل، ولما وصلت الأخبار للروم هربوا وتشتتوا. انتصر المسلمون، وسيطروا على الجزيرة العربية، وخضعت لهم كل قبائل العرب والنصارى الذين كانوا خاضعين للروم.
المصادر:
الزركلي: الأعلام.
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
سيرة ابن هشام.
ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
البلاذري: أنساب الأشراف.
ابن كثير: البداية والنهاية.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
الطبري: تاريخ الأمم والملوك
موقع موضوع: أسماء غزوات الرسول وترتيبها.
موضوع: عدد غزوات الرسول بالترتيب.
موضوع: غزوات الرسول بالترتيب مع أسبابها وتواريخها.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *