السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة. هي ابنة الرسول من زوجته الأولى السيدة خديجة، وزوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأم السبطين الحسن والحسين. اشتهرت بفصاحتها وبلاغتها وحب رسول الله لها.
نسب فاطمة الزهراء
اسمها: فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب.
والدتها: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب.
إخوتها: القاسم، عبد الله، زينب، رقية، أم كلثوم ( إخوتها من أبيها وأمها خديجة بنت خويلد).
إبراهيم، أخوها من أبيها وهو من زوجته مارية القبطية.
هند بن أبي هالة، هند بنت عتيق، أخواتها من أمها.
زوجها: علي بن أبي طالب.
أولادها: انحصر نسل النبي عليه الصلاة والسلام في أبناء فاطمة، وهم:
الحسن: سيد شباب أهل الجنة، وسبط النبي وحفيده، وكنيته أبو محمد.
الحسين: سيد شباب أهل الجنة، سبط النبي وحفيده، وكنيته أبو عبد الله.
المحسن: مات صغيرًا في حياة النبي.
بناتها: زينب بنت علي ، أم كلثوم بنت علي.
نبذة عن فاطمة الزهراء
ولدت السيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول رضي الله عنها، قبل البعثة بخمس سنوات تقريبًا. في اليوم الذي حكم فيه النبي بين قريش بخصوص الحجر الأسود، يوم بناء الكعبة. نشأت رضي الله عنها في بيئة كلها اضطهاد لأبيها، فكانت تسانده وتدعمه، وتنظف القاذورات التي تضعها زوجة أبي لهب أمام بيت النبي. شهدت مع أبيها حصار قريش لبني هاشم في شعب أبي طالب، وكانوا يمنعون وصول الطعام لهم فتعرضوا لمجاعة وأكلوا أوراق الشجر.
وبعد الحصار التي عاشته لمدة 3 سنوات وقاست خلالهم الجوع والألم، توفت أمها السيدة خديجة وتعرضت لمحنة جديدة، وزادت عليها المسؤوليات. وقفت بجوار أبيها رسول الله، وعوضته عن وفاة خديجة، لذلك كنيت بأم أبيها.
هاجرت إلى المدينة المنورة في السنة الأولى، وهي ابنة 18 سنة. وكان برفقتها أختها أم كلثوم، وزيد بن حارثة وأم المؤمنين سودة بنت زمعة.
زواجها من علي
تزوجت السيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول رضي الله عنها، من ابن عم النبي علي بن أبي طالب في السنة الثانية من الهجرة. كان يتردد على بيت النبي الكثير من الصحابة من أجل خطبتها، إلا أن النبي ردهم جميعًا وزوجها من علي بصداق قدره 480 درهم، قيمة بعير له باعها، وقيل تزوجها بدرعه الحطمية. أنجبت الحسن سنة 3 من الهجرة، ثم الحسين سنة 4 من الهجرة، ثم أنجبت زينب وأم كلثوم والمحسن. ويقال أن المحسن لم يكن له وجود من الأساس، أو مات وهو جنين. وقد روى الليث بن سعد “تزوج علي فاطمة فولدت له حسنًا، وحسينًا، ومحسنًا، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، فماتت صغيرة ولم تبلغ”. ولم يتزوج عليها سيدنا علي في حياتها قط.
لماذا سميت فاطمة الزهراء
كان للسيدة فاطمة الكثير من الأسماء والألقاب، فقيل سميت فاطمة لأن الله فطمها عن النار. أما بالنسبة للقبها الزهراء، لأنها كانت بيضاء اللون وجهها مشرب بالحمرة، وكان العرب يسمون من يتصف بذلك بالأزهر، وللمؤنث زهراء.
ألقاب أخرى لفاطمة ابنة الرسول:
أم أبيها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه السيدة فاطمة قال ” مرحبًا بأم أبيها”. كانت رضي الله عنها تهتم بالنبي وتعطف عليه وترعاه مثل رعاية الأم لولدها. فكناها النبي بأم أبيها تقديرًا لمحبتها ومكانتها في قلبه
البتول: قيل أنها لقبت بالبتول لأنها انقطعت عن الأزواج غير علي، وقيل لانقطاعها عن غيرها من النساء في الشرف والحسن. قيل أيضًا سميت بالبتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلًا ودينًا ورغبتها في الأخرة.
الصديقة: لأنها رضي الله عنه لم تكذب قط.
الحوراء الإنسية: ذكر الطبراني أن النبي قال ” فاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة”.
الحانية: لأنها كانت تحن على النبي وزوجها وأولادها حنان الأم.
البضعة: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” فاطمة بضعة مني”.
لقبت أبضًا بـ( الريحانة، الصادقة، الطاهرة، المنصورة، المرضية، المحدثة).
مكانتها
للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها مكانة كبيرة عند أبيها ولدى المسلمين جميعًا. فهي سيدة نساء العالمين، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خير نساء العالمين أربع: مريم وأسية وخديجة وفاطمة”.
إنها سيدة أهل الجنة، فقد قال النبي “سيدة أهل الجنة فاطمة”، وهي أحب إنسانة على قلب رسول الله، حيث قال “أحب أهلي إليَّ فاطمة”. وقال أيضًا “فاطمة بضعة مني، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا”. وفي حديثٍ آخر “فَاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي”.
خلافها مع أبي بكر
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتولي أبو بكر الصديق الخلافة، نشأ خلاف بينه وبين ابنة رسول الله فاطمة الزهراء حول ميراث النبي. كانت فاطمة ترى أنها أحق الناس بالتصرف في تركة أبيها، بينما رأى أبو بكر أن الأنبياء لا تورث. ثم أخبرها أن النبي قال ” لا نورث، ما تركناه صدقة”.
وأكد أبو هريرة كلام الصديق في حديث آخر، فروى عن النبي قوله “لاَ يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، وَمَئُونَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ”.
وظل الخلاف بين فاطمة وأبو بكر قائمًا حتى قبل وفاتها، فقد ذكرت مصادر أهل السنة والجماعة أنها صالحت أبا بكر ورضيت بخلافته للمسلمين.
وفاة فاطمة الزهراء ابنة الرسول
كانت السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين رضي الله عنها، أول من لحق بالنبي من أهله بعد وفاته. فقد ورد أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، كنا أزواج النبي عنده جميعًا، فلم تغادر منا واحدة، فأقبلت السيدة فاطمة تمشي. فقال لها النبي “مرحبًا بابنتي”، ثم جلست بجواره، فأخبرها سرًا، فبكت بكاءً شديدًا، فلما رأى حزنها، أخبرها سرًا مرة ثانية، فضحكت. فقالت لها السيدة عائشة، خصك رسول الله من بيننا بالسر، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله سألتها، فقالت رضي الله عنها “ما كنت أفشي على رسول الله سره”.
ولما توفى رسول الله سألتها عائشة مرة ثانية وقالت لها “عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني”. أخبرتها فاطمة رضي الله عنها وقالت: عندما سرني في الأمر الأول أخبرني “أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ”. قالت فاطمة: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: “يَا فَاطِمَةُ، أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ”.
وفي رواية أخرى أن السيدة فاطمة رضي الله عنها قالت “سرَّني النبي وأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سرَّني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه، فضحكت”. تذكر بعض المصادر أن فاطمة الزهراء حزنت حزنًا شديدًا على أبيها، وكانت تبكي ليل نهار حتى فارقت الحياة سنة 11 من الهجرة ودفنت في البقيع.
المصادر:
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
ابن حزم: جمهرة الأنساب.
الطبري: تاريخ الأمم والملوك.
ابن خلكان: وفيات الأعيان.
ابن كثير: البداية والنهاية.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *