كانت فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، وزوجة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ذات حسب ونسب لم تصل إليه أي سيدة في الدنيا. ورغم أنها بنت ملوك ونشأت في القصور، لكنها تخلت عن كل شيء من أجل زوجها. فعندما أمرها عمر بالتخلي عن الجواهر والمال خوفًا من الله وزهدًا في الحياة، قالت سمعًا وطاعة، وعاشت حياة كلها زهد وتقشف رغم الملذات والنعم التي تعيش فيها نساء القصر.
وهي ابنة الخليفة عبد الملك بن مروان، وأخت الخلفاء: الوليد بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، يزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك. وجدها الخليفة مروان بن الحكم. ولما تزوجها عمر بن العزيز، صارت أيضًا زوجة خليفة.
وقال فيها الشاعر: بنت الخليفة والخليفة جدها
أخت الخلائف والخليفة زوجها
وقيل عنها: “لا نعرف امرأة بهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها”.
نسب فاطمة بنت عبد الملك
اسمها: فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.
أبوها: الخليفة عبد الملك بن مروان.
جدها: الخليفة مروان بن الحكم.
أمها: أُم المُغَيرة بنت المُغَيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المُغَيرة.
أخواتها: الخليفة الوليد بن عبد الملك، الخليفة سليمان بن عبد الملك، الخليفة يزيد بن عبد الملك، الخليفة هشام بن عبد الملك.
أبناء إخوتها: الوليد بن يزيد، إبراهيم بن الوليد، يزيد بن الوليد.
زوجها: أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وسليمان بن داود بن مروان.
أبناؤها: إسحاق بن عمر بن عبد العزيز، يعقوب بن عمر بن عبد العزيز، موسى بن عمر بن عبد العزيز، هشام بن سليمان بن داود، عبد الملك بن سليمان بن داود.
زواج فاطمة بنت عبد الملك من عمر بن عبد العزيز
كان عمر يحتل مكانة مميزة بين أمراء البيت الأموي، حيث كان يقدم النصح والمشورة للخلفاء. وكان عمه عبد الملك بن مروان يحبه ويفضله على أبناءه، فزوجه ابنته فاطمة. ورغم قربه من الخليفة، لكن لم يكن له مشاركات في الحكم تذكر، بسبب صغر سنه وانشغاله بطلب العلم. فقد كان عمر متفرغًا لدراسة العلوم الشرعية ومجالسة علماء المدينة المنورة. وقيل عبد الملك قد ولاه على “خناصرة”، وقيل أن الذي ولاه عليها هو سليمان بن عبد الملك.
وفي عام 87 من الهجرة، تولى عمر بن عبد العزيز ولاية المدينة المنورة. ثم ضم إليها الطائف سنة 91 هـ، فصار واليًا على الحجاز كلها. وكانت فاطمة بنت عبد الملك برفقته وتراه يحكم الناس بالعدل ولا يجور على أحد، فأحبه الناس وتعلقوا به.
وبسبب وشاية الحجاج بن يوسف الثقفي، عزله الخليفة الوليد بن عبد الملك عن المدينة. فعادت فاطمة برفقة زوجها إلى دمشق وعاشوا بالقرب من قصر الخلافة. وقد أنجبت له إسحاق ويعقوب وموسى.
كانت فاطمة بنت عبد الملك بجانب زوجها في كل مراحل حياته حتى وفاته. كانت تطيعه وتنصت له، حتى أنها تخلت عن ملذات القصر وحياة الملوك إرضاءً له. وقيل أنه كان لها جواهر أعطاها لها أبيها عبد الملك بن مروان، لم يرى لها مثيل. ولما تزوجت بعمر قال لها “إما أن ترديه إلى بيت المال، وإما أن تأذنيني في فراقك فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت واحد”. قالت فاطمة: لا بل أختارك على أضعافه لو كان لي. فوضعته في بيت المال.
حياتها بعد وفاة عمر
مات عمر بن عبد العزيز سنة 101 هـ، بعد أن استمر مرضه 20 يومًا، وكان عمره عند وفاته 40 عامًا. ولم يترك خلفه شيئًا لأولاده، ورغم أن يزيد بن عبد الملك قد عرض على فاطمة أن يعيد لها الجواهر من بيت المال، لكنها رفضت. وقال لها يزيد: إن شئت رددته إليك، قالت لا والله، لا أطيب به نفسًا في حياته وأرجع فيه بعد موته.
وتزوجت فاطمة من ابن عمها سليمان بن داود بن مروان بن الحكم، بعد وفاة عمر بن عبد العزيز. وقد ظلت على صلاحها وعملها الطيب، ولم يتغير عليها شيء.
اقرأ أيضًا: فاطمة الزهراء رضي الله عنها
المصادر:
ابن عساكر: تاريخ دمشق.
ابن حزم: رسائل بن حزم.
البلاذري: أنساب الأشراف.
ابن الأثير: الكامل في التاريخ.
السيوطي: تاريخ الخلفاء.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
إسلام ويب: نبذة عن فاطمة بنت عبد الملك.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق