محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد البشر، وأشرف المخلوقات، وخاتم الأنبياء. أرسله الله ليكون رحمة للعالمين، وليتمم مكارم الأخلاق، قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
من هو محمد رسول الله؟
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. ولد في 12 ربيع الأول في عام الفيل. ولد يتمًا، حيث مات أبوه عبد الله وأمه آمنة بنت وهب حاملًا فيه. ثم ماتت أمه وهو ابن 6 سنوات، فرعاه جده عبد المطلب حتى مات وهو ابن 8 سنوات. أعطى جده كفالته لعمه أبي طالب، فرباه ورعاه بين أولاده، وسانده بعد البعثة ووقف في وجه قريش.
أسماؤه
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الأسماء، واختلف العلماء في عددهم. هناك من خلط بين أسماءه وصفاته، فوصل العدد لـ 200 اسم، ولدى البعض 300 اسم. وقال النووي أن الكثير منها صفات، واعتبارها أسماء من قبيل المجاز.
وقد ورد أن النبي قال “إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب»، وقال أيضًا «أنا نبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة”.
وصف محمد رسول الله
صفات النبي الشكلية
جسمه: كان النبي صلى الله عليه وسلم، فخمًا ليس طويلًا ولا قصيرًا، لكن إذا مشى بجوار شخص آخر ظهر أطول منه. وكان واسع المنكبين، كثيف الشعر، عاري البطن والثدي.
رأسه وشعره: كان شعره شديد السواد، ليس مجعدًا ولا مرسلًا، وكانت رأسه ضخمة.
ذراعه ويده: كان رسول الله طويل اليدين، ضخم المفاصل، غليظ الكفين والقدمين، طويل الذراعين.
وجهه: كان النبي مستوي الوجه، واسع الجبين. وكان أنفه مستقيمًا، وأنفه واسعًا، إذا تكلم خرج النور من بين ثناياه. وكان أيضًا أزهر اللون، لا بالأسمر ولا بالأبيض الأمهق.
عيناه وحاجباه: كانت عيناه واسعة شديدة السواد، في بياضها حمرة. وكان حاجباه متصلين اتصالًا خفيفًا، قويين ومقوسين
خاتم النبوة: كان بين كتفيه غُدّة حمراء مثل بيضة الحمامة، أو مثل الهلال، فيها شعرات مجتمعات.
صفاته الخُلُقية
الصادق الأمين: لقبه قومه قبل البعثة بالصادق الأمين، لأنه لم يكذب قط، فكانت قريش تضع أماناتهم عنده، ويأخذون برأيه. فعندما قام أهل مكة بتجديد بناء الكعبة، اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود، فطلبوا من النبي أن يحكم بينهم. اقترح عليهم صلى الله عليه وسلم، أن يضعوا الحجر على ثوب وكل قبيلة تمسك بطرف منه. بهذا الرأي السديد، حل مشكلة قريش، التي كادت أن تتحول إلى حرب أهلية.
الكرم والعطاء: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ..).
عفة اللسان: لم ينطق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوء قط. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا، ولَا لَعَّانًا، ولَا سَبَّابًا، كانَ يقولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: ما له تَرِبَ جَبِينُهُ).
التواضع والاحترام: على الرغم أنه كان رسول الله، لكنه لم يميز نفسه عن الناس، فكان يجلس بين أصحابه، ويزور المرضى، ويخرج في الجنائز، ويجيب الدعوات. كما كان صلى الله عليه وسلم، يحترم الكبير، ويعطف على الصغير.
البعثة النبوية
كان النبي صلى الله عليه وسلم، يتعبد في غار حراء على جبل النور، ويأخذ معه ما يكفيه شهرًا كاملًا من الماء والطعام. وعندما بلغ سن الأربعين نزل عليه الوحي أول مرة في الغار في شهر رمضان. وروت السيدة عائشة قصة نزول الوحي على النبي وقالت: جاءه المَلك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقاريء. قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ ﴾.
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زوجته خديجة وهو يرتجف ويقول ” زملوني، زملوني”، وأخبرها بما حدث معه، وقال ” لقد خشيت على نفسي”. ردت عليه خديجة رضي الله عنها “كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتُقرِي الضيف، وتُعين على نوائب الحقّ”. ثم أخذته وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان نصراني، يعلم التوراة والإنجيل. أخبر النبي ورقة بما حدث معه، فقال له ” إن هذا الناموس الذي نزل الله على موسى”.
الجهر بالدعوة
انقطع الوحي عن النبي لمدة 40 ليلة، وقال البيهقي 6 أشهر، حتى نزلت سورة المدثر، وبدأ يدعوا إلى الإسلام. ظلت دعوة النبي إلى الإسلام سرية لمدة 3 سنوات، ثم جهر بدعوته. ولما نزلت آيات قرآنية في ذم الأصنام ومن يعبدها، بدأت قريش في اضطهاد النبي وأتباعه. ففر المسلمون بدينهم إلى الحبشة، ثم حاصروا النبي وبني هاشم في شعب أبي طالب لمدة 3 سنوات، لا يبايعوهم ولا يخالطوهم ولا يناكحوهم، فأكل بنو هاشم ورق الشجر من شدة الجوع. ثم خرجوا من الشعب سنة 3 قبل الهجرة، وفي نفس السنة توفي أبو طالب عم النبي، وبعده بأيام أو ثلاثة أشهر توفيت السيدة خديجة، فسمي عام وفاتهم بعام الحزن.
عندما اضطهدت قريش النبي، خرج إلى الطائف في شهر شوال سنة 3 قبل الهجرة يدعوا ثقيف إلى الإسلام. لكنهم ردوا عليه ردًا قاسيًا، وسلطوا سفائهم فرموه بالحجارة حتى جرحت قدماه. ثم كانت ليلة الإسراء والمعراج في 27 رجب من نفس العام.
بدأ النبي يدعوا الناس في مواسم الحج إلى الإسلام، وفي سنة 2 قبل الهجرة كانت بيعة العقبة الأولى، فأسلم 6 من الأنصار. وفي السنة التالية كانت بيعة العقبة الثانية، فجاء 70 رجلًا وامرأتين من الأنصار لمبايعة النبي.
هجرة محمد رسول الله إلى المدينة
بعد بيعة العقبة الثانية اشتد بلاء قريش على المسلمين، فأمرهم النبي بالهجرة إلى المدينة المنورة. خرج الصحابة سرًا من مكة، ولم يبقى سوى النبي وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب. ولما خافت قريش من خروج النبي، اجتمعوا في دار الندوة وعزموا على قتله. واتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة شاب، حتى يتفرق دمه بين القبائل.
أخبر سيدنا جبريل النبي بأمر قريش، فجعل علي بن أبي طالب ينام في فراشه. وخرج رسول الله أمامهم وهو يردد آيات سورة يس، فلم يراه أحد. ثم هاجر برفقة أبي بكر الصديق ولاحقهم كفار مكة، ووقفوا على الغار الذي يختبئون فيه، لكن الله حماهم، وأعمى أبصارهم.
وصل النبي قباء يوم الاثنين 8 ربيع الأول، وأسس مسجد قباء. ثم دخل المدينة يوم الجمعة 12 ربيع الأول، وكان عمره صلى الله عليه وسلم 53 سنة.
غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
الأبواء أو ودان، سنة 2 من الهجرة.
بواط، سنة 2 من الهجرة.
بدر الأولى، سنة 2 من الهجرة.
العشيرة، سنة 2 من الهجرة.
بدر الكبرى، سنة 2 من الهجرة.
غزوة بني سليم، سنة 2 من الهجرة.
غزوة بني قينقاع، سنة 2 من الهجرة.
السويق، سنة 2 من الهجرة.
ذي أمر، سنة 3 من الهجرة.
غزوة بحران، سنة 3 من الهجرة.
معركة أحد سنة 3 من الهجرة.
غزوة حمراء الأسد، سنة 3 من الهجرة.
غزوة بني النضير، سنة 4 من الهجرة.
معركة نجد، سنة 4 من الهجرة.
بدر الآخرة، سنة 4 من الهجرة.
غزوة دومة الجندل، سنة 5 من الهجرة
الخندق، سنة 6 من الهجرة.
غزوة بني قريظة، سنة 6 من الهجرة.
غزوة بني لحيان، سنة 6 من الهجرة.
معركة بني المصطلق، سنة 6 من الهجرة.
صلح الحديبية، سنة 6 من الهجرة.
غزوة ذي قرد، سنة 6 من الهجرة.
غزوة خيبر ووادي القرى، سنة 6 من الهجرة.
معركة ذات الرقاع، سنة 7 من الهجرة.
سرية مؤتة، سنة 8 من الهجرة.
فتح مكة، سنة 8 من الهجرة.
غزوة حنين، سنة 8 من الهجرة.
غزوة الطائف، سنة 8 من الهجرة.
تبوك، آخر غزوات النبي سنة 9 من الهجرة.
وفاة محمد رسول الله
مرض النبي صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته، وتوفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11 من الهجرة، وعمره 63 سنة. قام علي بن أبي طالب والعباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد، بتغسيل النبي وتجهيزه. ودُفِن في حجرة عائشة رضي الله عنها.
المصادر:
ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.
ابن سعد: الطبقات الكبرى.
البلاذري: أنساب الأشراف.
ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
ابن كثير: البداية والنهاية.
الذهبي: سير أعلام النبلاء.
سيرة ابن هشام.
الطبري: تاريخ الأمم والملوك.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *