معاوية بن يزيد هو الخليفة الثالث للدولة الأموية، وكانت خلافته قصيرة لم تتجاوز الأيام. لم يكن معاوية يرغب في الخلافة، ولم يرى نفسه أهلًا لها. وكان رجلًا عابدًا تقيًا أبعد ما يكون عن السياسة وأمور الحكم. ورغم صغر سنه إلا أنه كان رجلًا عاقلًا وراجح العقل، يريد جمع كلمة الأمة وأن يسير على نهج الخلفاء الراشدين.

 

نسبه

اسمه: معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

كنيته: أبو عبد الرحمن، أو أبو يزيد، أو معاوية الثاني.

أمه: أم هاشم بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

إخوته: خالد بن يزيد، عبد الله بن يزيد، وعاتكة بنت يزيد.

 

خلفية تاريخية

كانت فترة أبيه يزيد بن معاوية مليئة بالاضطرابات والفتن، وفي عهده استشهد الحسين بن علي في كربلاء. ورغم ذلك حزن يزيد على موت الحسين وبكى هو وأهل بيته بكاءً شديدًا. وبعد كربلاء، خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية وطردوا عامله عليهم، وانضموا لعبد الله بن الزبير. لكن كبار الصحابة وأبنائهم ظلوا يبايعون يزيد خوفًا من الفتنة وكان على رأسهم عبد الله بن عمر، ومحمد بن الحنفية. وأرسل يزيد جيشًا من الشام بقيادة مسلم بن عقبة المري، وقاتل أهل المدينة، وعرفت بواقعة الحرة، وكان ذلك سنة 63 من الهجرة، وقُتِل فيها عدد كبير من الصحابة وأبنائهم.

ولما ذهب ابن الزبير إلى مكة اجتمع الناس حوله، فأرسل يزيد الجيوش لمحاربته. ففي شهر محرم سنة 64 هـ، أرسل له جيشًا وضربوا مكة بالمنجنيق فاحترقت الكعبة، وتعرض عبد الله لخسائر فادحة وخسر كثير من مؤيديه. وخلال ذلك توفي يزيد بن معاوية في حمص في 15 ربيع الأول سنة 64 من الهجرة. وكانت وفاته قبل حرق الكعبة بخمسة أيام

 

خلافة معاوية بن يزيد

كان معاوية بن يزيد شابًا ورعًا تقيًا صالحًا. وكان شديد البياض، كبير العينين، كثيف الشعر، جميل الوجه. كان ولي العهد في حياة أبيه يزيد. وبعد أن مات يزيد في قرية حوران في حمص، استلم الخلافة رغم عدم محبته لها. وكانت مدة خلافته قصيرة، قيل كانت 40 يومًا، وقيل 20 يومًا، وقيل شهرين.

وخلال خلافته لم يخرج للناس ولم يمارس الحكم، فقد ظل في بيته مريضًا. وكان قيس بن الضحاك يصرف أمور الدولة ويصلي بالناس. كان معاوية صادقًا مع نفسه، فقد أفصح عن عدم قدرته القيام بأمور الحكم. فبعد أن دفن أبيه، أقبل عليه الناس وبايعوه بالخلافة، فنادى فيهم الصلاة جامعة، وخطب فيهم قائلًا: “أيها الناس، إني قد وليت أمركم وأنا ضعيف عنه، فإن أحببتم تركتها لرجل قوي، كما تركها الصِّدِّيقُ لعمر، وإن شئتم تركتها شورى في ستة كما تركها عمر بن الخطاب، وليس فيكم من هو صالح لذلك، وقد تركتُ أمرَكم فولُّوا عليكم من يصلح لكم”.

وبعد أن نزل معاوية من على المنبر دخل بيته ولم يخرج منه أبدًا حتى مات وكان شابًا عمره 23 سنة. كان معاوية يرى أن حكم المسلمين يجب أن يكون مثل عهد الخلفاء الراشدين، بحيث يتم اختيار الخليفة بالشورى، لكنه لم يجد حوله من يصلح للشورى مثل الصحابة الستة الذين اختارهم عمر قبل وفاته.

ترك معاوية الأمر للمسلمين ولم يعهد إلى أحد من أهل بيته. فقد قيل له اعهد إلى أحد من أهل بيتك، فقال: “والله ما ذُقْتُ حلاوة خلافتكم، فكيف أتقلد وزرها وتتعجلون أنتم حلاوتها، وأتعجل مرارتها! اللهم إني بريء منها متخلٍّ عنها”.

 

وفاة معاوية بن يزيد

توفى معاوية بعد استلامه الخلافة بأيام سنة 64 من الهجرة، ودُفِن في دمشق. وقد اختلف العلماء في سبب وفاته، فقيل أصابه الطاعون، وقيل مات دون سبب.

وبوفاته زادت الاضطرابات وبايع الناس ابن الزبير في الحجاز. وقيل أن مروان بن الحكم نفسه كان ينوي مبايعة ابن الزبير لكن منعه أهل الشام. ولذلك انتقل حكم الدولة الأموية إلى مروان بن الحكم وأصبح الخليفة الرابع للدولة الأموية.

 

 

 

المصادر:

البلاذري: أنساب الأشراف.

ابن حزم: جمهرة أنساب العرب.

السيوطي: تاريخ الخلفاء.

الذهبي: سير أعلام النبلاء.

ابن الأثير: الكامل في التاريخ.

ابن سعد: الطبقات الكبرى.

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات