الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الكرام. كان بديع الجمال، حسن الوجه، فقال عنه سيدنا عمر بن الخطاب: “جرير يوسف هذه الأمة”. وكان رجلًا ضخمًا لا يثبت على الخيل فدعى له النبي صلى الله عليه وسلم بالثبات. وقد أحبه النبي وأعجب بمظهره الجميل وعقله المستنير، فقال عنه “إن على وجهه مسحة ملك”. كان سفير النبي إلى ذي الكلاع، وشارك في قتال المرتدين، وكان له دورًا عظيمًا في القادسية.

 

نسبه

اسمه: جرير بن عبد الله بن جابر وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم البجلي.

كنيته: أبو عمر، وقيل أبو عبد الله.

أبناؤه: عبد الله، المنذر، عبيد الله، إبراهيم، وبشير.

حفيده: أبو زرعة بن عمرو بن جرير.

 

إسلام جرير بن عبد الله البجلي

وفد الصحابي جرير بن عبد الله البجلي على رسول الله في المدينة المنورة في شهر رمضان سنة 10 من الهجرة. وكان معه 150 من قومه، فأسلموا جميعًا. أسلم جرير بين يدي النبي وبايعه على “إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم”.

ويقول سيدنا جرير في قصة إسلامه، أنه لما وصل المدينة لبس أفضل ثيابه، ثم دخل على رسول الله وهو يخطب في المسجد. وعندما دخل حدق به الناس، فسأل رجلًا يجلس قربه قائلًا: يا عبد الله هل ذكر رسول الله من أمرى شيئًا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر فقال: (إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذى يمنٍ، ألا وإنَ على وجهه مسحة مَلَكٍ). قال جرير: فحمدت الله عز وجل.

 

مكانته وفضله

كان النبي صلى الله عليه وسلم، يحب سيدنا جرير، وقد دعا له بالثبات والهدى. يقول جرير: ما حجبني النبي منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي. ولقد شكوت إليه إني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري، وقال: (اللهم ثبته واجعله هاديُا مهديًا).

وكان سيدنا علي بن أبي طالب يقول: “جرير منا آل البيت”.

أما سيدنا عمر، فقد أشاد بجمال وجهه قائلًا: “جرير يوسف هذه الأمة، وهو سيد قومه”.

ورغم أنه لم يحضر غزوات النبي ولم يحارب تحت لوائه، ولكنه أرسله لهدم “ذي الخلصة”. وذو الخلصة عبارة عن بيت بداخله صنم، يقال له الكعبة اليمانية. وكان الصنم يقع في منطقة بيشه، التابعة اليوم لعسير.

كما بعثه النبي إلى ذي الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع، وذي عمر. وكانا يعيشان في اليمن، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما. وكان ذلك سنة 11 من الهجرة، وقد مات رسول الله، وجرير باليمن. ولما علم بوفاة النبي انطلق مسرعًا إلى المدينة المنورة.

وقد حدث عنه: أنس، والشعبي، وقيس بن أبي حازم ، وأبو وائل، وأولاده الأربعة، وحفيده، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم.

 

دور جرير بن عبد الله بعد وفاة النبي

شارك الصحابي جرير بن عبد الله في قتال المرتدين خلال خلافة أبي بكر بن الصديق. وبعد أن عادت الأمور إلى نصابها في الجزيرة العربية، انتقل إلى الشام والعراق. وحارب تحت قيادة المثنى بن حارثة وسعد بن أبي قاص. ففي معركة القادسية، كان على ميمنة جيش سعد بن أبي وقاص، وأبلى بلاءً حسنًا. وترأس قومه البجليين في معركة البويب والقادسية وجلولاء ونهاوند. وقد أصيب بسهم في عينه خلال في همذان.

بنى جرير بيتًا في الكوفة وسكن فيها ثم سكن قريقسياء. ثم ولاه سيدنا عثمان بن عفان على همذان وظل بها حتى خلافة علي بن أبي طالب. كان سفير سيدنا علي إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام، ليدعوه إلى الطاعة ومبايعته. ثم اعتزل الفتنة بين علي ومعاوية ولم يشارك فيها.

وقد توفي سنة 51 هـ، أو سنة 54 هـ.

 

 

 

 

المصادر:

ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة.

ابن سعد: الطبقات الكبرى.

البغدادي: تاريخ بغداد.

ابن عساكر: تاريخ دمشق.

الذهبي: سير أعلام النبلاء.

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات