الأنصار هم أهل المدينة المنورة الذين استقبلوا النبي والمهاجرين إليهم من مكة. وسموا بالأنصار لأنهم نصروا رسول الله وآمنوا بدعوته، وبذلوا كل ما يملكون من الأنفس والمال في سبيل نشر الدعوة الإسلامية. لقد عز الله نبيه بالأنصار، ففتحوا له قلوبهم وناصروه وساندوه، فقويت شوكته، بعدما تخلى عنه أهله وعشيرته، وتعرضوا له ولأتباعه بكل أشكال الأذى والاضطهاد.

 

نسب الأنصار

كان الأنصار في عهد النبي عبارة عن قبيلتين سكنوا يثرب، وهم الأوس والخزرج الذين يعود نسبهم إلى قبيلة أزد، التي كانت تسكن جنوب شبه الجزيرة العربية في اليمن. وقيل أن هذه القبائل هاجرت إلى الحجاز واستقرت في يثرب بعد انهيار سد مأرب. والأوس والخزرج ابنان لحارثة العنقاء بن عمرو، وأمهما هي قيلة بنت الأرقم بن عمرو.

وصلوا إلى يثرب تقريبًا سنة 300 م، وكان يسكن فيها اليهود ولهم اليد العليا. وبعد فترة حصل الأوس والخزرج على حصة من المعاقل والأشجار والنخيل، وفي القرن الخامس صارت لهم السيطرة، وأصبح اليهود في خلفية المشهد. ومع الوقت تصارع الأوس والخزرج على السيادة ودخلوا في حروب طويلة، كان أشدها يوم بعاث قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

الأنصار قبل الإسلام

كان الأوس والخزرج في حروب أهلية استمرت سنوات طويلة وقد أنهكوا بعضهم البعض، ودخلوا في ثأر لا نهاية له. وكان يوم بُعاث نهاية هذه الحرب وقد وقع قبل هجرة النبي إلى يثرب بخمس سنوات.

لم يجد الأوس والخزرج طريقة لإيقاف الحروب بينهم سوى اختيار شخص يتفق عليه الجميع وتنصيبه عليهم. وقع الاختيار على عبد الله بن أبي سلول، لكنه لم يهنأ طويلًا، حيث وقعت بيعة العقبة الأولى والثانية ودخل الإسلام يثرب. وعندما جاء النبي توحد الجميع تحت حكمه، فصار عبد الله بن أبي سلول زعيم المنافقين بسبب حقده وعدم تمكنه من الحكم.

 

إسلام الأنصار

بدأ الأنصار يعلمون بأمر الإسلام بعد رؤيتهم النبي صلى الله عليه وسلم، يدعوا الناس في موسم الحج. حيث كان يقابل كل القبائل، ويذهب إلى الأسواق مثل  سوق عكاز وذي المجاز. وعرض الإسلام على قبائل بني سليم وبني عبس وغسان وبني محارب وغيرهم. لم يحصل النبي على رد فعل إيجابي، وردوا عليه أقبح الردود، وقالوا له “أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك”.

خلال دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، للناس عند العقبة بمنى، قابل 6 أشخاص من قبيلة الخزرج من يثرب وهم: أسعد بن زرارة، جابر بن عبد الله، عوف بن الحارث، عقبة بن عامر، رافع بن مالك، وقطبة بن عامر بن حديدة. لما دعاهم النبي للإسلام قالوا لبعضهم البعض “يا قوم، تعلموا والله إنه لنبي توعدكم به يهود، فلا تسبقنّكم إليه”.

عندما عادوا إلى يثرب دعوا قومهم وأخبروهم بأمر النبي فانتشر الإسلام في المدينة. وفي العام المقبل قدم إلى النبي 12 رجلًا من الأنصار وأعلنوا إسلامهم. ثم أرسل معهم مصعب بن عمير إلى يثرب ليعلمهم القرآن والإسلام. أسلم سعد بن عبادة وأسيد بن خضر وسعد بن معاذ وهم أسياد قومهم، فانتشر الإسلام في دور المدينة.

رجع مصعب بن عمير ومعه 73 رجلًا وامرأتان في موسم الحج قبل هجرة النبي بثلاثة شهور، وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لهم “تابعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة”.

 

من هم نقباء الانصار؟

بعد أن بايع الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، في العقبة قال لهم “أخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيبًا يكونون على قومهم بما فيهم”. فاختاروا 6 نقباء من الخزرج و3 من الأوس، فقال لهم النبي “أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومي”.

نقباء الأوس:

أُسيد بن حُضير.

أَبو الهيثم مالك بن التيّهان، وقيل رفاعة بن عبد المنذر مكانه.

سعد بن خيثمة.

نقباء من الخزرج:

أَبو أمامة أسعد بن زرارة.

رافع بن مالك الزرقي.

سعد بن عبادة.

المنذر بن عمرو، وقيل مالك بن مالك، بدلًا منه.

البراء بن معرور.

سعد بن الربيع.

عبد اللَّه بن رواحة.

عبادة بن الصامت، وقيل خارجة بن زيد، بدلًا منه.

عبد اللَّه بن عمرو أ والد جابر بن عبد اللَّه.

 

من هم الصحابة من الأنصار؟

إليك بعض أعلام الأنصار من الأوس والخزرج:

سعد بن عبادة.

أسعد بن زرارة.

عبد الله بن رواحة.

حسان بن ثابت.

أبو أيوب الأنصاري.

أبي بن كعب.

زيد بن ثابت.

عبادة بن الصامت.

أبو سعيد الخدري.

معاذ بن جبل.

أبو الدرداء الأنصاري.

الحباب بن المنذر.

أنس بن النضر.

سعد بن معاذ.

أنس بن مالك.

البراء بن مالك.

عباد بن بشر.

محمد بن مسلمة.

خزيمة بن ثابت.

عاصم بن ثابت.

عثمان بن حنيف.

حنظلة بن أبي عامر.

عمير بن سعد.

نصر بن الحارث.

 

المهاجرون والأنصار

كان الأنصار أهل المدينة، بينما كان المهاجرون أهل مكة الذين أسلموا من قريش وهاجروا مع النبي. استقبل الأنصار المهاجرين بكل محبة وأخوة، وآخى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم في دار أنس بن مالك رضي الله عنه. وكانت الأخوة قائمة على المحبة والتعاون والمشاركة وحتى التوارث بعد الموت. ظل أمر التوارث قائم، حتى خصه الله بين ذوي القربى والرحم، ونزل قول الله تعالى (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ).

وبهذه المؤاخاة وبدخول الإسلام إلى يثرب انتهت العصبية الجاهلية وأمور الثأر وفوارق النسب واللون والعرق. وقد ربى رسول الله المهاجرين والأنصار على أسمى معاني الإنسانية، فكان يقول لهم (يا أيها الناسُ أَفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ؛ تدخُلوا الجنَّةَ بسلامٍ).

 

موقف الأنصار بعد فتح مكة

بعدما فتح رسول الله مكة المكرمة، سنة 8 من الهجرة، ودخل رجال ونساء قريش في دين الله، ظن الأنصار أن النبي لن يعود معهم، وسيظل في بلده وبين أهله. فنزل الوحي على النبي وعلم بما يدور بين الأنصار، فقال صلى الله عليهم وسلم لهم (أَلَا فَما اسْمِي إذًا؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، أَنَا مُحَمَّدٌ عبدُ اللهِ وَرَسولُهُ، هَاجَرْتُ إلى اللهِ وإلَيْكُمْ، فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ، قالوا: وَاللَّهِ، ما قُلْنَا إلَّا ضَنًّا باللَّهِ وَرَسولِهِ، قالَ: فإنَّ اللَّهَ وَرَسوله يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ)

 

مكانة الأنصار

لأنصار رسول الله مكانة عظيمة لا تقل عن مكانة المهاجرين. وقد أنزل الله فيهم القرآن الكريم وبين فضلهم. قال تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

كما مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في كثير الأحاديث، فقال عنهم (الأنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ، فمَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللَّهُ، ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللَّهُ).

 

 

المصادر:

إسلام ويب: من أسباب إقبال الأوس والخزرج على الإسلام.

موقع قصة الإسلام:  لقاء الرسول مع الخزرج.

موقع الإسلام سؤال وجواب: من هم المهاجرون والأنصار.

موضوع: ما هو يوم بعاث.

موضوع: من هم الأنصار في عهد الرسول.

إسلام ويب: عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على الأنصار.

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات