البرامكة
صنعوا نهايتهم بأيديهم
هل سمعتم من قبل بالبرامكة أو نكبة البرامكة؟!
تلك العائلة ذات الأصول الفارسية التي نكبها هارون الرشيد..
إليكم القصة..
البرامكة هم أسرة فارسية يعتقد أنهم من بلخ (مزار شريف) بدأ ظهورهم في ميدان السياسة في عهد أبو جعفر المنصور، إذ تولى في تلك الفترة خالد برمك عدداً من المناصب وأثبت كفاءته..
وبعد وفاة خالد برمك ولى هارون الرشيد ولده يحيى على وزارة التفويض ومنحه سلطات مطلقة، فكانت الدواوين كلها بيده واجتمعت له الوزارتان.
كما تولى أبناؤه مناصب حساسة في الدولة العباسية، منهم:
الفضل هو أخ لهارون الرشيد من الرضاعة، عهد إليه هارون الرشيد بالإشراف على تربية ابنه الأمين وولّاه عدة مناصب إدارية وقيادية خاصة في المشرق (خراسان)
أما جعفر فجعله هارون الرشيد مستشاره لسهولة طباعه، وهو أكثر البرامكة اتصالاً به، فأشركه معه في المظالم وقلده مراقبة دور ضرب العملة والبريد.
ورغم العلاقة الطيبة بين هارون الرشيد والبرامكة، إلا أنه في ليلة خالية من ضوء القمر عزلهم من مناصبهم وفتك بهم وسجنهم وقتل بعضهم، وأشار المؤرخون أمثال الطبري واليعقوبي وأبو الفداء والمسعودي، أن سبب فتك هارون الرشيد بالبرامكة مختلف فيه.
فبعض المؤرخين أرجعوا نكبة البرامكة إلى أصولهم الفارسية، إذ اتضح لـ هارون الرشيد أنّ البرامكة أصبحوا يشكلون خطراً واضحاً على دولته، بسبب قربهم من العلويين وميولهم العنصرية (الفارسية).
ورأي آخر يقول: سيطرة البرامكة على دواوين ووزارات الدولة تخوف هارون منها فقضى عليهم.
إضافة للوشاية التي قد تكون ساهمت في التأثير على هارون الرشيد للإيقاع بهم، إذ حاول خصومهم انتهاز كل فرصة للإيقاع بهم.
في ليلة السبت (أول صفر عام 187 هـ -29 من يناير عام 803م) أمر هارون الرشيد رجاله بالقبض على البرامكة جميعاً، وأعلن ألا أمان لمن آواهم، وأخذ أموالهم وصادر دورهم وضيعهم وقتل جعفر البرمكي وسجن يحيى والفضل البرمكي.
وبهذه النكبة انتهت أسطورة البرامكة وزالت دولتهم، وتبددت سطوة تلك الأسرة التي انتهت إليها مقاليد الحكم وأمور الخلافة لفترة طويلة من الزمن، تلك النهاية المأساوية التي اصطُلح على تسميتها في التاريخ بـ (نكبة البرامكة).
المصادر: نكبة البرامكة – منصور عبد الحكيم
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *