وصف الصورة

الخليفة المستكفي

(944-946م)

هو أبو القاسم عبد الله بن المكتفي، المستكفي بالله من خلفاء الدولة العباسية، ولد في بغداد 292ه وتولى مقاليد الحكم في الدولة العباسية عند خلع المتقي سنة 333 هـ/944م لقب نفسه (إمام الحق) وضرب ذلك على السكة (النقود)، خلعه البويهيون من الخلافة، ثم سجن إلى أن مات عام 338هـ.

تمت بيعته بالخلافة بحضور أمير الأمراء توزون التركي وبإشرافه، وكان عمره 41 عامًا، ولم يكن له أدنى سلطة في إدارة شؤون البلاد، فقد صار الأمر كله في يد أمير الأمراء أبى الوفاء توزون التركي، وكاتبه أبى جعفر بن شيرزاد.

وما لبثت أن تدهورت الأحوال الداخلية في عهد المستكفي بشكل متسارع ينذر بالنهاية الوشيكة؛ فطمع البويهيون ببسط سلطانهم على العراق، تحرك أحمد بن بويه من الأهواز ودخل العراق فاضطرب الناس ببغداد، واختفى الخليفة المستكفي وأمير الأمراء ابن شيرزاد، ولما تملك أحمد بن بويه بغداد عام 334هـ تنافس الخليفة وأمير الأمراء في تأييده خوفاً من أن ينكل بهما، فوصل إليه الخليفة، ووقف بين يديه طويلاً وخلع عليه ولقّبه (معزّ الدولة).

استولى البويهي على جميع أملاك الخليفة العباسي ودفاتره، وخصص للخليفة المستكفي راتباً يوميّاً شأنه كشأن أيّ موظف، قدره خمسة آلاف درهم لم يكن يصله بانتظام، وفي العصر البويهي سقطت هيبة الوزارة والوزراء، فلم يعد للخليفة العباسي وزير بل أصبح له كاتب يشرف على إقطاعاته وأملاكه فقط، وجعلوا وظيفة أمير الأمراء وراثية في الأسرة البويهية، وظلت بأيدي أحفادهم حتى عام 447 هـ.

إهانة البويهيين للخليفة المستكفي برزت في طريقة خلعه من منصبه، فقد أتى إليه اثنان من البويهيين ومدا يديهما إليه وهما يتكلمان بالفارسية فظن الخليفة أنهما يريدان تقبيل يديه فمدها لهما فجذباه وطرحاه ارضاً ووضعا عمامته في عنقه وسحباه بقوة وأخذاه ماشيا إلى دار الأمير البويهي معز الدولة واعتقل فيها، ثم خلعوه عن منصبه وبايعوا ابنه المطيع خليفة، ثم أتوا بالمستكفي وسملوا عينيه وبقي مسجونا إلى أن مات.

يعتبر نجاح البويهي في الاستيلاء على عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد 334هـ/ 945م، نهاية المرحلة الأولى في تاريخ العصر العباسي الثاني أو مرحلة ما عرف بالنفوذ التركي، لتبدأ المرحلة الجديدة الثانية في تاريخ العصر الثاني للخلافة العباسية التي عرفت فيما بعد باسم عصر النفوذ البويهي.

المصادر:

سير أعلام النبلاء. للذهبي.

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سلاسل الصور