اغتيال صلاح الدين
محاولات اغتيال صلاح الدين لم تتوقف في حياته، فحين عجز الأعداء وأولهم الحشاشسون عن هزيمته لم يجدوا إلا أن يغتالوه، ولكن كل محاولات اغتياله فشلت، تعرف على محاولات اغتيال صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين.
صلاح الدين الأيوبي القائد المسلم، رغم نبل أخلاقه وأهدافه التي سخر حياته لأجلها، وهو تحرير بيت المقدس، إلا أن يد الغدر سعت لتصفيته والوقوف أمام تطلعاته، فجهاده ضد الصليبيين لم يشفع له عند بعض الحاقدين من الحشاشين الذين حاولوا اغتياله أكثر من مرة.
كان الحشاشون يعتمدون على الاغتيالات في تصفية خصومهم، وكانوا على عداء شديد مع الخلافة العباسية، واستطاعوا اغتيال العديد من الشخصيات، أمثال نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك مملكة بيت المقدس كونراد.
وقد حاول الحشاشون اغتياله لأنه قضى على الدولة الفاطمية في مصر، في محرم عام 567 هـ/ 1171م.
أولى محاولة الحشاشين لاغتيال صلاح الدين، أثناء حصاره حلب عام 1174م، حيث استطاع بعضهم التسلل إلى معسكره ليلاً، لكن تم كشفهم وقتلهم.
المحاولة الثانية كانت أثناء حصار حصن أعزاز عام 1176م، حيث اقتحم بعض الحشاشين معسكره، واستطاع أحدهم الوصول إلى خيمة صلاح الدين، وضربه بسكين على رأسه، فحمته الخوذة وأصيب بجرح في وجهه.
ثم حاول الحشاش نحر صلاح الدين، لكن صلاح الدين انقض عليه وتمكن منه، ثم هجم آخر على صلاح الدين، فتصدى له الحرس، ثم خرج ثالث فالرابع، فتم قتلهم جميعاً.
أثرت محاولات اغتيال على صلاح الدين، لذلك اتخذ تدابير للحفاظ على حياته، فأصبح لا يُقابل أحدا دون حرس، كما ضرب طوقاً أمنياً حول خيمته.
وانتقاماً من الحشاشين شن صلاح الدين حرباً لا هوادة فيها عليهم، فحاصرهم عام 1176م وضرب حصونهم وقلاعهم بالمجانيق، وقتل أعداد كبيرة منهم، لذلك اضطر الحشاشون إلى التفاهم مع صلاح الدين على أن يكفوا عنه، مقابل أن يكف عن محاربتهم وملاحقتهم.
المصادر والمراجع:
كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، لــ ابن واصل.
كتاب زبدة الحلب في تاريخ حلب، لـ كمال الدين ابن العديم
كتاب البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، لـ العماد الأصفهاني.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *