"العرب والبربر والصقالبة واليهود"
طبقات المجتمع الأندلسي
كان المجتمع الأندلسي خليطاً من أجناس وأعراق مختلفة امتزجت ببعضها البعض لتتبلور من خلالها الشخصية الأندلسية المستقلة.
كانت عناصر المجتمع الأندلسي كالتالي:
العرب: دخلوا إلى الأندلس بعد الفتح 711م، فيما عرف بطالعة موسى بن نصير، وكانوا على قسمين: عرب القيسية جنوب الأندلس وعرب اليمانية بين المناطق الشمالية والشمالية الغربية.
شكل العرب الطبقة الأرستقراطية بالأندلس، وتقلدوا المناصب الحساسة كالوزارة والكتابة والقضاء والشرطة وبيت المال وضرب السكة، أما عامّتهم فاحترفوا الزراعة ونسج الحرير والغزل والنسيج والتجارة وبيع العطر.
المولدون: هم السكان الأصليون وكانوا أهم مكونات المجتمع الأندلسي، وهم الإسبان الذين اعتنقوا الإسلام، وهم كذلك أبناء الإسبانيات من آباء عرب أو بربر.
وبرزت منهم عائلات كبني قسي، وبني الطويل، وكان منهم العلماء كابن القوطية، وقد اشتغلوا في الزراعة والتجارة، واستخدمهم الأمويون في بعض المناصب الإدارية وبالمقابل كانوا يثورون عليهم كثيراً، وأشهر ثوراتهم ثورة ابن حفصون.
البربر: هم الجيش الفاتح للأندلس الذين دخلوا مع طارق بن زياد، وقد استقروا في المناطق الجبلية في الجنوب والوسط والغرب لتشابهها مع طبيعة المغرب.
وقد اشتغل من سكن المدن منهم الحرف اليدوية والصيد والسقاية والبناء، فيما اشتغل من سكان البوادي بتربية البقر وبيع السمن والزيت والعسل والصوف والدجاج والفواكه والفحم والخشب.
الموالي والصقالبة: اعتمد عليهم الأمويون في تأسيس دولتهم وولوهم مناصب حساسة، ومن أشهر أسرهم: بني جهور، بني أبي عبدة.
أما الصقالبة فهم المماليك الذين جلبهم النخاسون واليهود وباعوهم في الأندلس، وقد كثر عدد الصقالبة أيام خلافة عبد الرحمن الناصر، واشتغلوا في صنع آلات الحرب والصباغة والنجارة وضرب الطبول والأذان ودفن الموتى وحراسة الأسواق والفنادق.
المستعربون: هم مسيحيو الأندلس الذين عاشوا في كنف الدولة الأموية، وسُمّوا بعجم الأندلس، فكانت لهم طقوسهم الدينية الخاصة ورجال دين بل وكانوا يستخدمون لغة خاصة بهم.
خلال فترة الحكم الأموي، استخدمهم الأمويون في إدارة بعض شؤون البلاد الاقتصادية، أما عوامّهم فامتهنوا الزراعة وتربية الماشية وقطع الأخشاب وصيد الأسماك وصناعة السفن.
اليهود: عاشوا بقرطبة وإشبيلية وغرناطة وطليطلة، اشتغلوا في الخياطة والصباغة وصناعة الصابون وتجارة الحليّ والأصواف وآلات الطرب، وتجارة العبيد والحرير والتوابل.
المصادر:
دولة الإسلام في الأندلس لـ محمد عبد الله عنان.
قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط، لـ راغب السرجاني.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *