ريو سالادو
معركة هُزم فيها المسلمون في الأندلس
معركة طريف، وتسمى في الأدبيات الإسبانية معركة (ريو سالادو) هي معركة وقعت قرب مدينة طريف الاندلسية بين مسلمي الأندلس والمغرب من جهة والإسبان من جهة أخرى، مع دعم من المرتزقة الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين والإسبان في 3 أكتوبر عام 1340م، وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للمسلمين، فما قصتها؟
الخلفية التاريخية
في عهد السلطان الغرناطي أبو الحجاج يوسف، كثرت غارات جنود ملك قشتالة (إسبانيا) ألفونسو الحادي عشر على غرناطة ونواحيها، ولما عجز الغرناطيون عن صدها، استنجدوا بسلطان المغرب المريني أبي الحسن علي الذي أرسل ولده الأمير أبي مالك إلى الاندلس، فاستطاع أبو مالك هزيمة القشتاليين في أكثر من معركة، إلا أن القشتاليين كمنوا له واستطاعوا هزيمته وقتله عام 1339م.
عندئذ قرر السلطان أبو الحسن العبور إلى الأندلس ثأراً لولده، وأعد حملة عسكرية ضخمة بقوة عسكرية قدّرت بـ 60 ألف مقاتل، وتوجه نحو الأندلس عام 1340م، والتقى بسلطان غرناطة أبو الحجاج يوسف عند طريف القشتالية، وضربوا حولها حصاراً شديداً بغية الاستيلاء عليها.
لما علم ألفونسو الحادي عشر بحصار طريف، طلب العون من ملوك أوروبا، فتدفق المتطوعون من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا لنجدته بمباركة البابا، وبلغ عدد القوات القشتالية ما يزيد عن 20 ألف مقاتل.
أحداث المعركة
في يوم 30 أكتوبر 1340م اشتبك الفريقان في معركة حامية الوطيس على ضفاف نهر سالادو قرب طريف، كانت الغلبة في بدايتها للمسلمين الذين أثخنوا قتلاً بالقوات القشتالية ومرتزقتهم.
غير أن موازين المعركة انقلبت عندما تسللت حامية طريف وانقضّت على مؤخرة الجيش الإسلامي، فدبّ الخلل في صفوفه، ونشبت بين الفريقين معركة دموية هائلة، قُتل فيها من المسلمين عدد جمّ، وسقط معسكر سلطان المريني الذي به حريمه وحشمه وبعض أولاده، فقام القشتاليون بذبحهم جميعاً.
وهنا وقعت الهزيمة الساحقة بالمسلمين ودفعت السلطان أبو الحسن للانسحاب، عابراً إلى المغرب، أما السلطان أبي الحجاج يوسف فتوجه إلى غرناطة
كانت هزيمة معركة طريف ضربة قاسية للمسلمين، وتهديداً حقيقياً للوجود الإسلامي في الاندلس، إذ شكلت نذيراً مخيفاً لِاقتراب نهاية الوجود الإسلامي في الاندلس، لكن موت ألفونسو الحادي عشر أثناء حصار حصن جبل طارق الأندلسي بمرض الطاعون عام 1350، ودخول القشتاليين في حالة صراع على العرش أطال في عمر مملكة غرناطة قرن ونصف.
المصادر والمراجع:
دولة الإسلام في الأندلُس، لـ مُحمَّد عبدُ الله عنَّان.
تاريخ المُسلمين في الأندلُس، لـ مُحمَّد سُهيل طقُّوش.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *