حصار القسطنطينية لنجدة امرأة مسلمة
عام 715م أغار الروم على سواحل الشام، فسبوا امرأة مسلمة، فلما وصل الخبر إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك الذي كان بزيارة لمدينة بيت المقدس رفقة فاتح الأندلس موسى بن نصير، وأخيه مسلمة بن عبد الملك، غضب غضباً شديداً، واستشار كلاً من موسى ومسلمة في الأمر.
فأشار عليه موسى بن نصير أن يفتحوا أرض الروم مدينة مدينة، أما مسلمة فعرض عليه أن يُحاصر القسطنطينية مباشرة من البرّ والبحر حتى يتم فتحها رغماً عن أهلها أو يدفعوا الجزية ويعلنوا استسلامهم، فأعجب سليمان برأي مسلمة، وقرر إرسال حملة لفتح القسطنطينية.
بدأ سليمان يعدّ العدة لفتح القسطنطينية، وفي نفس الوقت أغارت القوات الإسلامية على الأراضي الرومية بهدف إلهائهم وتشتيت جهدهم الحربي، وأمر سليمان بصناعة سفن جديدة بمصر لدعم الأسطول البحري، وقام بجمع الأسلحة والآلات وأدوات الحرب والحِصار كالمجانيق وما شابهها.
وفي صيف عام 717م تحرك مَسلمة بن عبد الملك بقواته الجرارة نحو أبيدوس الواقعة قرب الدردنيل، وعسكر هناك 16 يوماً، حتى وصل الأسطول البحري الأموي، فتحرك مع وصول الأسطول باتجاه مضيق الدردنيل وبحر مرمرة وحاصر القسطنطينية.
واستمر الحصار ما يقارب العام، ولكن الجيش الاموي عجز عن فتحها بسبب دفاع الروم المستميت عن عاصمتهم، وفتك البرد القارس بالجنود الأمويين، وغارات البلغار على مؤخرة القوات المحاصرة.
وبعد مرور عام على الحصار توفي الخليفة سُليمان، واعتلى عُمر بن عبد العزيز مقاليد الحكم في الدولة الأموية، فأرسل كتاباً إلى مسلمة يأمره بفكّ الحصار والعودة إلى دمشق، ففعل الأخير ما أُمر به وذلك في شهر ذي الحجَّة سنة 99هـ/ تمّوز (يوليو) سنة 718م.
وهكذا انتهى الحصار الثاني للقسطنطينية الذي كان سببه المباشر الانتصار لامرأة مسلمة أسيرة، أما اليوم فشتان بين الثرى والثريا!
المصادر والمراجع:
مروج الذهب، لـ المسعودي.
البداية والنهاية، لـ إبن كثير.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *