وصف الصورة

معركة نهر طلاس

حين هزم العباسيون الجيش الصيني

بعد انتصار العباسيين على الأمويين في معركة نهر الزاب عام 751م وتأمين حدودهم الشرقيّة، في هذه الأثناء وقع نزاع محلّي حدوديّ بين ملك فرغانة وحاكم تشاك قرب حدود الصين، فقد طلب ملك فرغانة المساعدة من الصين وفي المقابل طلب حاكم تشاك المساعدة من الدولة العباسية، وبحكم قرب الصين من الطرفين المتصارعين تقدمت وساندت ملك فرغانة وقتلت حاكم تشاك.

لذلك تحركت القوات العباسية بقيادة أبو مسلم الخرساني نحو بلاد ما وراء النهر بدعم من ولاة بلاد ما وراء النهر كسمرقند، وبدعم قبائل الإيغور التركيّة، وفي منتصف يوليو/ تموز عام 751م، التقى الجيش العباسي مع الجيش الصيني الذي كان يقوده قاو شيان تشي بالقرب من نهر تالاس أو طلاس الذي سميت المعركة باسمه، واستمرت الاشتباكات بين الجيشين 5 أيام.

وبحسب المصادر الصينية فقد كان عدد المحاربين الصينيين حوالي 30 ألف مقاتل في حين ذكرت المصادر العربية بأنّ تعداد الجيش العباسي فاق الـ 100 ألف مقاتل، لكن في النهاية لم يُسجَّل العدد النهائي للمحاربين بسبب انضمام عدد كبير من القبائل في تلك النواحي للجانبين العباسي والصيني.

وفي المعركة كاد الجيش العباسي أن يهزم إذ حوصر أثناء المعركة إلا أن أتراك القارلوق الذين كانوا يحاربون مع الجيش الصيني انضموا للجيش العباسي، انتهت المعركة بهزيمةٍ ساحقة للجيش الصيني، ولكن أهم نتيجة لهذه الحرب كونها نقطة تحول مهمة للغاية في منطقة آسيا الوسطى وتاريخ طريق الحرير، إذ انتهى وبشكل نهائي النفوذ والوجود العسكري الصيني بالمنطقة بعد أن سقطت قرغيزيا في أيدي المسلمين بشكل نهاني؛ كما توقفت أيضاً حركة الفتوحات الإسلامية على حدود الصين.

ترجع أهمية المعركة في أنها كانت أول وآخر صدام عسكري حدث بين المسلمين والصينيين، فتم صبغ تلك المنطقة (آسيا الوسطى) بصبغة إسلامية، بعد أن أسلم أكثر قبائلها، وغدت مناطق إشعاع إسلامي وحضاري، وأنجبت علماء مسلمين عظام كالإمام البخاري والترمذي، وأدت لوصول الورق الصيني إلى دول الشرق الإسلامي بعد أن أسر المسلمون عدداً كبيراً من صُنَّاع الورق الصينيين، وقاموا بنقلهم إلى بغداد.

تاريخ الرُسل والمُلوك للطبري.

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سلاسل الصور