بعد انتصار السلطان السلجوقي ألب أرسلان على الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع في معركة ملاذكرد عام 1071م، بدأ السلاجقة بالتوسع في الأناضول، مما دفع البيزنطيين إلى الاستغاثة بالبابا أوربان الثاني، الذي استغل الموقف لإطلاق دعوات إلى الحروب الصليبية بحجة تحرير بيت المقدس.
انطلقت أولى الحملات عام 1096م، ووصلت جيوشها إلى 600 ألف مقاتل، فحاصرت مدينة نيقية ثم أنطاكية التي صمدت تسعة أشهر حتى سقطت بالخيانة.
في هذه الأثناء، عقد الوزير الفاطمي الأفضل اتفاقا مع الصليبيين ضد السلاجقة، يتضمن تقاسم بلاد الشام وتقديم الدعم العسكري لهم، لكن الصليبيين خانوا الاتفاق وتوجهوا إلى بيت المقدس عام 1099م، ورفضوا عروض الأفضل لمنع دخولهم.
فاستعد حاكم المدينة افتخار الدولة لدفاع عن المدينة، لكن المدينة سقطت بعد حصار دام أربعين يوما، وارتكب الصليبيون مجزرة بشعة راح ضحيتها سبعون ألف مسلم.
كانت خيانة الأفضل وتحالفه مع الصليبيين أحد أبرز أسباب سقوط المدينة، وقد انتهت حياته بالاغتيال عام 1121م، وسط شكوك بمسؤولية الحشاشين أو الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله.
المصادر:
كتاب البداية والنهاية، ج 12، لـ لابن كثير.
كتاب تاريخ دمشق، ج54، لـ لابن عساكر.
كتاب البدء والتاريخ، ج 6، لـ المطهر بن طاهر المقدسي.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *