مشغل 1
مشغل 2
مشغل 3

الحلقة 22 | الخديوي توفيق | ماذا تعرف عن العنصرية التي كانت سبباً في سقوط مصر؟

وعندما قدم محمد علي باشا إلى مصر، أدرك عظمة هذه البلاد وأيقن أنها جديرة بأن تكون دولة مستقلة لا تابعة للعثمانيين، لذلك شرع في تأسيس دولته الخاصة، وبدأ ببناء جيش من المصريين.

غير أن هؤلاء الجنود المصريين، رغم بطولاتهم، لم يحظوا بالترقيات العسكرية، التي كانت حكرًا على الضباط من الترك والشركس والألبان.

واستمر هذا التمييز حتى بعد تولي الخديوي توفيق الحكم عام 1879، حيث عيّن عثمان رفقي، المعروف بعنصريته، وزيرا للجهادية (الدفاع)، أصدر رفقي قرارات تعسفية ضد الضباط المصريين، ما دفعهم للجوء إلى أحمد عرابي، الذي تبنى قضيتهم ورفع شكواهم.

لكن الخديوي رد باعتقال عرابي ورفاقه، فهاجم الضباط المصريون ديوان الجهادية وحرروا زملاءهم، ثم خرجوا بقيادة عرابي إلى ميدان عابدين، وأجبروا الخديوي على إقالة رفقي.

لاحظ عرابي التردد الكثيف لقنصل بريطانيا على الخديوي، وتخوّف من نوايا إنجليزية احتلالية، خاصة بعد احتلال فرنسا لتونس عام 1881.

فخرج في 9 سبتمبر 1881 مع الجيش والشعب إلى ميدان عابدين مطالبا بعزل وزارة رياض باشا، وإنشاء مجلس نواب، وزيادة عدد الجيش، فخضع الخديوي للضغوط، وعين عرابي وزيرا للجهادية.

خشيت إنجلترا وفرنسا على مصالحهما في مصر، فأرسلتا أساطيل حربية إلى السواحل المصرية بحجة حماية الرعايا، فاستغلتا تحصين عرابي لقلاع الإسكندرية، فقصفتها بريطانيا في يوليو 1882، ودمرت جزءا من المدينة، مما دفع الأهالي للفرار.

بدلا من الدفاع عن مصر، تواطأ الخديوي توفيق مع البريطانيين، واستقبل قائد الأسطول البريطاني في قصر الرمل، ووضع نفسه وسلطته تحت تصرفهم. وأمر عرابي بالاستسلام، لكن الأخير رفض، وقرر المقاومة.

في 13 سبتمبر 1882 وقعت معركة التل الكبير، التي قاتل فيها عرابي ورفاقه بشجاعة، لكن الغلبة كانت للإنجليز، نتيجة تفوقهم العددي والدعم الخياني من الخديوي، وبعد يومين دخلوا القاهرة، واعتُقل عرابي، وصدر عليه حكم بالإعدام في ديسمبر، ثم خُفف للنفي.

ومنذ سقوط التل الكبير، دخلت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي الذي استمر حتى 18 يونيو 1956، وكان السبب المباشر له هو خيانة الخديوي وتآمره مع البريطانيين، ليُسلم مصر على طبق من ذهب للاحتلال.

المصادر:

.مذكرات الزعيم أحمد عرابي

.كتاب تاريخ الخديوي محمد باشا توفيق، لـ عزيز زند 

.أسرة محمد علي، لـ سهير حلمي

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حلقات مشابهة

جميع البرامج