مشغل 1
مشغل 2
مشغل 3

القاضي أسد بن الفرات، فتح جزيرة صقلية وهو ابن سبعين سنة | فاتح صقلية | 39

في عام 212هـ/ 827م، قاد القاضي والفقيه والعالم الجليل أسد بن الفرات حملة بحرية إسلامية عظيمة لفتح جزيرة صقلية، رغم أنه كان في السبعين من عمره. اختاره زيادة الله بن الأغلب، حاكم تونس، لما يجمعه من العلم والشجاعة والبصيرة. تحرك بأسطولٍ مكوّن من أكثر من مئة سفينة، تقل عشرة آلاف جندي وسبعمئة فارس، انطلقت من ميناء سوسة التونسية إلى سواحل صقلية، فنزلوا بمدينة مازر.

واجه أسد بن الفرات جيشا صقليا هائلا قوامه مئة ألف مقاتل، أي عشرة أضعاف جيشه. ومع ذلك، خطب في جنوده وشحذ هممهم، وقاتل بنفسه في سهل بلاطة قتال الأبطال، حتى سالت دماء أعدائه على درعه ورمحه، وحقق المسلمون نصرًا عظيمًا، وفرّ قائد الجيش الصقلي إلى روما.

واصل أسد زحفه حتى حاصر مدينة سَرَقُوسة (سيراكوزا حاليا)، وكادت تسقط بيده، لولا أن اجتاح جيشه وباء قاتل قضى على كثير منهم، وكان القائد المجاهد أحد من ارتقوا.

رحل أسد بن الفرات، وترك خلفه فتحًا خالدًا في تاريخ الإسلام، مؤكدا أن العمر لا يحدّ الجهاد، ولا يقف أمام البذل والعطاء. فقد كان رجلًا بسبعين عمرا، وبألف نفسٍ ماضية، دخل الإسلام معه صقلية، ليبقى فيها قرونا طويلة.

المصادر:
سير أعلام النبلاء للذهبي.
طبقات الفقهاء للشيرازي.
فتح صقلية. د. شوقي أبو خليل.
أسد بن الفرات ودوره في العلم والدعوة. لعبد الله اليحيى.

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حلقات مشابهة

جميع البرامج