ليو الطرابلسي، وُلد لأبوين نصرانيين في مدينة “أتاليا” جنوب شرق الأناضول، لكن قُدر له أن يتحول إلى أحد أعظم قادة البحر المسلمين. في إحدى غارات المسلمين على سواحل الأناضول عام 246هـ، أُسر ونُقل إلى طرابلس، حيث نشأ وتربى في مجتمع مسلم وتشرّب ثقافة الجهاد البحري. تلقى فنون القتال في البحر، حتى صار أمير البحر في طرابلس وقائدًا للأسطول الممتد من طرسوس إلى الإسكندرية.
أبرز إنجازاته كانت غزوة تسالونيكا سنة 291هـ، ثاني أكبر مدينة بيزنطية، حيث اقتحم أسوارها وأسقط هيبتها وأسر أكثر من 20 ألف جندي. كما تمكن من كشف سر “النار الإغريقية”، السلاح البيزنطي الشهير الذي أعاق المسلمين في محاولاتهم لفتح القسطنطينية.
رغم وصفه من بعض المستشرقين بالمرتد، إلا أن إنجازه العسكري وولاءه للمسلمين جعله نموذجًا ناصعًا في فقه الممكن والمستطاع. فليو قاتل بوسعه، وقدم ما يستطيع في زمن التحديات، تمامًا كما يفعل اليوم أهل غزة، الذين يقدمون وسعهم في وجه العدوان. والسؤال المطروح: ما هو وسعك أنت؟ وما الذي تصنعه لنفسك في زمنك وظروفك؟
المصادر:
مواقف حاسمة في تاريخ المسلمين
تاريخ ابن خلدون
الكامل في التاريخ
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *