مشغل 1
مشغل 2
مشغل 3

ملك الروم يعالج بطلاً أثخن في جنود الروم وأوقف زحفهم | 73

كان عبد الله البطّال جنديًا مسلمًا شجاعًا، يتميز بالذكاء والبأس. خرج ملك الروم ليون بجيشه الضخم لغزو المسلمين، فاقترح البطّال التحصن في مدينة خربة، لكن القائد مالك بن شبيب رفض، وواجه الروم بمعركة طاحنة انتهت باستشهاده وانكسار المسلمين. أدرك البطّال خطر إبادة الجيش، فأمر بالانسحاب، وبقي مع قلة من الأبطال يقاتلون دفاعًا عن ظهور إخوانهم، مرددًا: “النصر صبر ساعة”.

ثبت البطّال ومن معه ساعة من الزمن في وجه جيش عرمرم، حتى أُصيب وأُسر. أُعجب الملك ليون بشجاعته، ولما علم أن جراحه قاتلة، سأله عن حاجته، فطلب أن يُطلق أسرى المسلمين بعد أن يُكفّنوه ويُصلّوا عليه ويدفنوه، فاستجاب الملك تقديرًا له.

هكذا ختم عبد الله البطّال حياته بثبات وشرف، مجسدًا نموذج الجندي المسلم الذي يُفدي إخوانه بنفسه. ومقابل هذا، وقف خصمٌ عاقل شريف يحترم الشجاعة والبطولة، في تناقض صارخ مع أعداء اليوم الذين لا يعرفون للإنسانية وزنًا، يمارسون القتل والتجويع والتعذيب. البطّال بطل من نور، وأعداؤنا اليوم غارقون في الظلام.

المصادر:

سير أعلام النبلاء. للإمام الذهبي.

البداية والنهاية. لابن كثير.

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حلقات مشابهة

جميع البرامج