يزيد بن المهلب بن سراق بن صحيح بن كندة بن عمرو بن وائل بن الحارث الأزدي. كان قائد عسكري حكم ولاية خراسان بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي، بعد وفاة أبيه القائد الكبير المهلب بن أبي صفرة. لكن غضب عليه الحجاج بعد فترة، فعزله الوليد بن عبد الملك، وأمر بحبسه. نجح يزيد في الهرب من السجن، واستقل بالبصرة ونواحي من العراق وخراسان، وقام بثورة ضد يزيد بن عبد الملك. لكن نجح مسلمة بن عبد الملك في القضاء عليه هو وأتباعه، وقتله هو وعدد من أهله.

 

خلاف يزيد بن المهلب والحجاج بن يوسف الثقفي

اشترك يزيد مع أبيه القائد العسكري الكبير المهلب بن أبي صفرة الأزدي، في فتوحاته التي قام بها في بلاد السند وما وراء النهر. كما ساهم معه أيضًا في قتاله ضد الخوارج الأزارقة. وفي سنة 78 من الهجرة تولى المهلب خراسان بأمر من عبد الملك بن مروان، كمكافأة له لانتصاراته على الخوارج وتفريقهم.

وبعد وفاة المهلب بن أبي صفرة سنة 82 هـ، تولى ابنه يزيد بن المهلب ولاية خراسان بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق. لكن بعد فترة انقلب عليه الحجاج بسبب عدم صرامته في ملاحقة فلول عبد الرحمن بن الأشعث الذين ثاروا على الدولة الأموية. حيث تعامل يزيد بلين مع الأسرى اليمنية، وتباطأ في محاسبة موسى بن عبد الله بن خازم ومن معه من القيسية.

وظل الوضع كذلك حتى استطاع الحجاج اقناع الخليفة عبد الملك بن مروان بعزل يزيد وتولية أخيه المفضل بن المهلب مكانه. ثم عزل المفضل أيضًا لاحقًا وعين مكانه قتيبة بن مسلم سنة 86 من الهجرة. ولم يكتف الحجاج بذلك بل أمر يزيد بالقدوم إليه، ثم سجنه، وفرق إخوته من خراسان.

ظل يزيد بن المهلب في السجن حتى استطاع الهرب، ولجأ هو وإخوته إلى سليمان بن عبد الملك في فلسطين. توسط له سليمان عند أخيه الوليد، فعفا عنه، وظل يعيش برفقته في الرملة حتى توفي الوليد. وعندما تولى سليمان الخلافة عينه على العراق ثم خراسان.

استطاع يزيد فتح جرجان، وأرسل إلى سليمان يخبره بالغنام الكثيرة. ولما توفي سليمان تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة، فبدأ يطالبه بأموال الغنائم. وبعد محاسبته، قام عمر بحبسه.

 

هروبه من الحبس

لما علم يزيد بمرض عمر بن عبد العزيز، خشى أن يموت وهو في السجن، خوفًا من يزيد بن الملك. فوضع خطة للهرب مع زوجته وغلمانه، ثم أرسل رسالة إلى عمر كتب فيها “والله ما خرجت من سجنك إلا حين بلغني مرضك ولو رجوت حياتك ما خرجت ولكني خشيت من يزيد بن عبد الملك، فإنه يتوعدني بالقتل”.

وسبب عداوة ابن المهلب مع ابن عبد الملك، أنه لما تولى الأول العراق عاقب آل عقيل وهم أصهار الثاني. وآل عقيل هم أهل بيت الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان يزيد بن عبد الملك متزوجًا من بنت محمد بن يوسف، وهو أخو الحجاج. ولما علم عمر بهروبه قال: “اللهم إن كان يريد بهذه الأمة سوء فاكفهم شره، واردد كيده في نحره”.

 

ثورة يزيد بن المهلب

لما بويع يزيد بن عبد الملك بالخلافة، خرج عليه يزيد بن المهلب وخلعه واستولى على البصرة. وكان على البصرة عدي بن أرطأة الفزاري، وكان قد حبس آل المهلب، فانتقم منه يزيد وحبسه.

وبعد أن استتب الأمر لابن المهلب، بدأ يرسل نوابه إلى الجهات المحيطة، في خراسان والأهواز. ولما وصل الأمر ليزيد بن عبد الملك في دمشق، جهز جشًا من 4 آلاف مقاتل بقيادة ابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك. ثم لحق به مسلمة بن عبد الملك بعد عودته من غزو بلاد الروم.

التقى الجيشان في الكوفة، في مكان يقال له العقر، ودارت معركة هائلة في 14 صفر سنة 102 من الهجرة. استمر القتال 8 أيام، حتى قُتِل يزيد بن المهلب وإخوته وعدد كبير من جيشه. كما أسر مسلمة 300 رجلًا من رجال ابن المهلب. وعلى الرغم من محاولة آل المهلب الفرار إلى أرض السند، لكن استطاع مسلمة مطاردتهم وقتلهم جميعًا. ولم ينج من آل المهلب سوى أبو عيينة بن المهلب، وعثمان بن المفضل.

 

 

اقرأ أيضًا: سف الله المسلول خالد بن الوليد

 

 

 المصادر:

ابن كثير: البداية والنهاية.

ابن عساكر: تاريخ دمشق.

تاريخ الطبري.

الذهبي: سير أعلام النبلاء.

 

 

 

الوسوم :

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

عرض جميع المقالات