مشغل 1
مشغل 2
مشغل 3

كيف تصرف سفير المسلمين في معركة القادسية؟ | 41

قبيل معركة القادسية، طلب القائد الفارسي “رستم” من الصحابي سعد بن أبي وقاص أن يبعث إليه رسولا من المسلمين، فاختار سعد ربعي بن عامر، رجلا من عامة الجنود، لا يختلف عن سائر إخوانه في الزهد والبساطة.

ظن الفرس أن المبعوث سيكون أميرا متفاخرا بالهيئة والمكانة، فزيّنوا له المجلس بالنمارق والحرير والجواهر لإبهاره، لكنهم فوجئوا بربعي يدخل بثياب خشنة وسلاح بسيط، ممتطيا فرسا صغيرا، حتى داست أقدام فرسه الحرير والديباج.

وعندما طُلب منه نزع سلاحه، رفض قائلا: “أنتم من دعوتموني، فإن تركتموني فبها، وإلا رجعت.”، فسمحوا له بالدخول، ثم وقف يخترق النمارق برمحه، وقال لرستم كلمته الخالدة:

“جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام…”

تعجّب رستم من قوّة منطقه رغم بساطة مظهره، وأراد المماطلة، فأجابه ربعي بأن القتال لا يُؤخَّر أكثر من ثلاث، فلما عاد ربعي إلى معسكر المسلمين، قال رستم لقومه: “لا تنظروا إلى ثيابه، بل إلى رأيه وكلامه.”

وهكذا كانت كلمة الحق أقوى من الزينة والجبروت، فكانت تلك مقدمة نصر القادسية العظيم.

المصادر:
البداية والنهاية.
كتاب تاريخ الطبري.
كتاب الإصابة في معرفة الصحابة.
كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر.

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حلقات مشابهة

جميع البرامج