طلب العلم والاشتغال بالحديث والفقه لا يُغني عن الجهاد في سبيل الله، بل يكمله ويقويه، كما تجلّى في سيرة الإمام عبد الله بن المبارك، العالم المجاهد الزاهد. رغم سعة علمه وكثرة تلاميذه وعلوّ منزلته في الحديث والفقه، لم يكن يرضى أن يعيش بعيداً عن ميادين الجهاد. كان يحج عاماً ويجاهد عاماً، ويجعل بقيّة سنته لطلب العلم وتعليمه، جامعاً بين السيف والقلم، بين العبادة والعلم، وبين التربية والميدان.
وفي إحدى غزواته، قاتل بشجاعة وبارز فارسًا رومياً ثم قتل سبعة من الأعداء، متخفيًا حتى لا يُعرف، وعندما ألحّ عليه القائد لمعرفة هويته، قال: «إن الله يعرفني»، وكان هو الإمام عبد الله بن المبارك.
إن هذا النموذج يثبت أن العالم الحق لا يكتفي بالعلم، بل ينصر دين الله بنفسه وسلاحه، موقنًا أن العلم والجهاد جناحان لا يُفترقان في نصرة الإسلام.
المصادر:
سير أعلام النبلاء.
حلية الأولياء وطبقات الأفياء لأبي نعيم الأصبهاني.
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
تاريخ دمشق لابن عساكر.
سير أعلام النبلاء للذهبي.
الطبقات الكبرى لابن سعد.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
اترك تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *